بعد وصول معلومات استخباراتية تفيد بدخول صالح ولد حنن للبلاد متسللا، وبعد متابعة مكثفة ودراسة عميقة من طرف الإستخبارات الموريتانية، كانت مدينة روصو الحدودية والتي تشكل معبرا رئيسيا للحدود الموريتانية السينغالية محط أنظار أجهزة الاستخبارات وأجهزة الأمن خلال تلك الفترة، نظرا لوصول معلومات تقريبية عن وصول ولد حنن لها، ولكونها تشكل أقوى الاحتمالات التي يمكن أن يتخذها صالح ولد حننّ للفرار خارج البلاد.رويداً رويداً تصل المعلومات إلى مكتب الإستخبارات، لكن بشح كبير في الدقّة، وآخرُ ما وصل منها وهو مايقارب الدقة أكثر، مفاده بأن صالح ولد محمدو ولد حننّ وصل إلى مدينة روصو قادماً من انواكشوط.مساء يوم الجمعة 8 اكتوبر 2004 فوجئ سكان مدينة روصو بتحركات عسكرية غير طبيعية، حيث أحكمت قوات الأمن إغلاق مدينة روصو، خصوصا حي السطارة الذي كان يعتقد بوجوده فيه، ـ وتأكد ذلك بعد حين ـ، وشنّت حملة تفتيش واسعة شملت الشوارع والمناززل، وشاركت فيها فرق من المنطقة العسكرية السابعة التابعة للجيش، وفرق من الدرك الوطني والحرس والشرطة. وفي ظهر يوم السبت 9 اكتوبر 2004 اقتحمت مجموعة من الجيش والشرطة منزل بحي الصطارة، لتعتقل بداخله صالح ولد حننّ رفقة النقيب أحمد ولد امبارك من مكتب الاستخبارات العسكرية ومدني ثالث يدعى ابراهيم ولد الزحاف.

حاول الرائد السابق صالح ولد حنن ـ حسب بعض المصادرـ لحظة اعتقاله التخلص من هاتف نقال من نوع "الكاتيل" كان بحوزته، لكن الشرطة تمكنت من ضبطه؛ كما عثرت بحوزته هو والنقيب ولد امبارك على بدلتين واقيتين من الغرق الأمر الذي يرجح فرضية أن يكونا قد خططا لعبور نهر السينغال سباحة، ومباشرة بعد اعتقاله قامت الشرطة بنقل صالح ولد حننّ في موكب عسكري وتحت حراسة أمنية مشددة، حيث تم وضعه في مؤخرة سيارة رباعية الدفع من نوع "تويوتا لاندكروزير" موثق اليدين رفقة عناصر من الشرطة مدججين بالسلاح، وتم نقله مباشرة إلى انواكشوط.

في حدود الثالثة و النصف (15:30) كانت مجموعة من الصحفيين والمواطنين تنتظر قدوم ولد حننّ بمدخل مدينة انواكشوط عند مركز تفتيش الشرطة، وشوهدت تسع سيارات من الدرك قادمة قبله بنحو ربع ساعة، قبل ان ياتي ولد حننّ في حدود الرابع وخمس وعشرين دقيقة (16:25) مسبوقا بسيارة صغيرة للشرطة ومحاطا بسيارتين، فضلا عن سيارة "لا ندكريور" بيضاء مملوكة للشرطة ولا تحمل لوحتها كان يتواجد داخلها محاطا بخمسة عناصر من الشرطة، وتابعت السيارات سيرها باتجاه قلب العاصمة، وبالتحديد الي مدرسة الشرطة بتفرغ زينة، حيث ضربت حراسة مشددة علي المنطقة و كانت مجموعات من المواطنين تقف علي الشارع لمواكبة المشهد.

وكانت الاذاعة الموريتانية قد بدأت بعد الرابعة مساءً بث خبر اعتقال ولد حننّ عدة مرات، أعلنت فيه أن وحدات خاصة من الجيش والدرك والحرس والشرطة تمكنت من إلقاء القبض علي صالح ولد حننّ الذي كان مطلوبا لديها منذ المحاولة الانقلابية في الثامن والتاسع يونيو.روصو اليوم .

حرية ميديا