لعصابه: انطلاقة باهتة للحملة الرئاسية ومخاوف جدية تؤرق الداعمين

كانت انطلاقة الحملة الانتخابية الرئاسية  الممهدة لاستحقاق 29 يونيو في جميع مدن ولاية لعصابه باهتة، ولم ترق إلى الحجم والقوة والصخب المعهود أصلا في الحملات الرئاسية.

 وربما يعود ذلك في جانب كبير بالنسبة لمرشحي المعارضة لشح الوسائل وعدم تمكنهم من استهلال الحملة بالشكل المقبول وهو أمر ربما يتغير في الأيام القادمة حين يتأقلم هؤلاء مع ظروفهم غير المواتية على الإطلاق.

لذلك لم يكن مفاجئا أن لا يطلق هؤلاء مهرجانات في المدن الداخلية مع حلول الساعة صفر.

اللافت في هذا المضمار هو ما أصاب حملة الحزب الحاكم ورئيس الجمهورية حيث يجري التحرك بالمليارات وبمئات رجال الأعمال ورؤساء العشائر وآلاف الأطر، فالمراقب لما حدث ليلة الافتتاح يلاحظ أن هذا المستوى لم يكن يوما لمثل هؤلاء المترشحين؛ حيث كانت الأرض تَزَلْزَلُ في اللحظات الأولى وتمتلئ الدنيا ضجيجا لا ينقطع وتتوقف حركة المرور  بالشوارع.

ذلك أمر يقود إلى الاعتقاد بأن التشكيلات القبلية و"المصالحية" التي تشكل حزب "الدولة" تفتقد الحماس والاندفاعية لأول مرة في تاريخ الجمهورية وهو ما يقلق قادة الحملة ومن يتزعمون المشهد التعبوي   لصالح المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني .

هناك ملل كبير من خطابات ودعوات الطبقة المهيمنة ويعيش الناس بهذه الولاية استياء واسعا من مشاكل حياتية تحاصرهم من كل الجهات،  وهناك خجل لمواجهة  المواطنين بتسويق منجزات في المأمورية الأولى غير مقنعة لكثيرين ،غير أ ن الذي يعمل بقوة ضد هذا التيار ويصعب من مهمته هو افتقاره لمشروع وطني وبرنامج إصلاحي جامع تتجاوز فيه الجماهير خلافاتها اتجاه مصالح مشتركة  وغياب  أي مرجعية فكرية مشتركة يأنس لها الجميع وإليها يتحاكم.

فخليط من القوى التقليدية مع عجينة غريبة من الأغنياء والموظفين السامين وجماعات أخرى  شتى تمثل خلفيات وأيديولوجيات متضاربة مع  مجموعات من الانتهازيين تحركها مصالح ضيقة من بين أسباب أخرى  معيقة تجعل داعمي الرئيس الغزواني ظاهرة غير متجانسة تتصارع بينها على الحظوظ والامتيازات وهو ما يجعل تعايشها حتى تُتِمَّ المهمة يوم الاقتراع أمر في غاية الصعوبة.

  

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.