شهد مهرجان المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني في مدينة كيفه مساء أمس الإثنين إقبالا جماهيريا وصف بالكبير، وتدفقت جموع المواطنين على ساحة الولاية لحضور المهرجان والاستماع لخطاب الرئيس المرشح، لكن شاء القدر أن تحدث تطورات لم تكن في الحسبان، عرت ساسة، ومنتخبي، ورجال أعمال ولاية لعصابه، وكشفت حجمهم الحقيقي أمام الرئيس.
فبعد تأخر الرئيس المرشح بعد أن حالت الظروف المناخية دون سفره بالطائرة، حاول المنتخبون، ومعهم رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين زين العابدين الشيخ احمد ثني الجماهير عن المغادرة بعد صلاة المغرب قبل وصول الرئيس، وكانت المفاجأة الصادمة عدم انصياع المواطنين لاستجداءات وتوسلات السياسيين بالبقاء حتى قدوم الرئيس، فرفض الاستجابة قوبل به جميع من تحدثوا على المنصة، ليتضح للرئيس وعامة الناس أن هؤلاء المنتخبين، ورجال الأعمال، والأطر لا مكانة لهم في نفوس جمهور كيفه حتى ينصاعوا لأوامرهم.
لكن المشهد الأكثر إثارة للجدل والإحراج، هو ما وثقته الكامرات من احتجاج العشرات من المواطنين مباشرة قبالة المنصة، وهم يرفعون قارورات مياه معدنية فارغة، ويرددون "نريد أن نشرب، أين الماء" وذلك بعد أن تدخل زين العابدين الشيخ احمد وقال عبر مكبرات الصوت إن الماء البارد سيصل جميع الحضور، وأضاف بالحرف ستشربون أفضل مشروب الآن، فقط عليكم البقاء في الساحة حتى يحضر الرئيس، لكن وعد السقاية هذا لم ينفذ، وكان المشهد غاية في الفوضوية والإزعاج، خاصة أن صيحات واحتجاجات المواطنين كانت تصل بوضوح للجالسين على المنصة الرسمية دقائق قبل وصول رئيس الجمهورية.
ولعل الرسالة الأبرز التي وصلت رئيس الجمهورية المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني هي أن الجماهير حضرت من تلقاء أنفسها مرحبة به، ولما حل الظلام، وانتهى الوقت المخصص أصلا للمهرجان انصرف معظمها، ولم تزدها مناشدات الأطر ورجال الأعمال والمنتخبين إلا نفورا، وجاء وعد السقاية المكذوب من أغنى أثرياء موريتانيا ليزيد الجماهير غضبا، ورأوا فيه احتقارا لهم، خاصة وأن إحضار الماء البارد لا يتطلب سوى بضع دقائق قليلة، والجماهير انتظرت ساعات ولم تجد سوى الاستجداءات والوعود الكاذبة، وسُمع البعض يقول" لو كنا نعرفكم في أوقات الشدة، أو تمدون لنا يد المساعدة لاستجبنا لنداءاتكم".
نقلا عن الوسط