كادياتا مالك جلو للوزير الأول : دوركم في عهد النظام السابق لايمنحكم ثقة الشعب اليوم

شكراً السيد الرئيس،


السيد الوزير الأول،

قدمتم لنا برنامجا مغريا، لكن دعوني أقول لكم بأننا لا نتوقع على الإطلاق تنفيذه. عندما نتحدث عن شخص معروف بعدم الوفاء بوعوده، نقول عادة: "ما هو عليه، يتحدث بصوت عالٍ لدرجة أننا لا نسمع ما يقوله"، أي كما يقول الفولان:" Anndude neɗɗo ɓuri heɗaade ko haalata".

وللتذكير، فإن الفعل الأبرز للسلطة التي تمثلونها هو القمع الوحشي لمظاهرات سلمية نظمها مواطنون احتجاجًا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة. قُتل أربعة شباب أبرياء على الأقل في كيهيدي على يد قوات الأمن في أماكن احتجازهم. لم يُحاسب أحد على هذه الجرائم، كما لم يُحاسب أحد من قبل على قتل عباس ديالو، عمر ديوب، ومحمد الأمين. إنه الاستمرار في الإفلات من العقاب، مرة أخرى وعلى الدوام!

ماذا تنوون فعله لاستعادة الثقة وتعزيز الوحدة الوطنية؟ لحد الساعة لم تقوموا بأكثر من الاستخفاف بملف "الإرث الإنساني"، الذي أشرتم إليه بجملة واحدة ضمن حديثكم، فيما يشبه السعي إلى التقليل من أهميته.

الممارسات التمييزية ما تزال مستمرة كل يوم وفي جميع القطاعات، بما في ذلك في تشكيل حكومتكم. بعض مواطنينا الوولف، رغم جدارتهم، وجدوا أنفسهم خارج مجلس وزرائكم، تجسيدا للاستمرار في إقصائهم.

الحريات المكفولة بموجب الدستور تُنتهك، كما هي حال تعليق تطبيق قانون الأحزاب السياسية، والتخلي عن تنظيم الانتخابات النقابية، وذلك في وقت أصبحت فيه ظروف معيشة المواطنين لا تُطاق بسبب أسعار المواد الأساسية التي لا يمكن تحملها، وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية، حيث يكاد العطش يقضي على العاصمة نواكشوط!

نشهد بشكل متزايد ترجعا للقيم وضياعا للكرامة، كما تجلى ذلك في تهافت كبار المسؤولين في البلد لزيارتكم مساء يوم تعيينكم، ناهيك عن الذبائح التي تُقدم لكل مسؤول كبير معين أو لكل جنرال في الجيش يُحال إلى التقاعد.

وعودكم الجديدة تبدو وكأنها خدعة. وإني لأتساءل بجدية عن ما إذا كنتم ـ معالي الوزير الأول ـ تتحملون مسؤولية جميع التصريحات والشهادات التي قدمتموها عن الرئيس السابق وعن حكمه؟ وبغض النظر عن إجابتكم، فأنتم لا تستحقون ثقة ممثلي الشعب، بسبب دوركم الرئيسي في تلك الفترة المثيرة للجدل.


وطبقا لتصريحاتكم السابقة، التي أكدتم فيها أن مشاكل الصحة والتعليم التي لم تُحل مع الرئيس السابق، لن تجد حلاً في وقت آخر، فإنه ينبغي على وزيري هذين القطاعين تقديم استقالتيهما.

السيد الوزير الأول،


كيف تبررون قرار وزير التعليم العالي غير الشعبي بعدم تخصيص منح دراسية لأوائل البكالوريا هذا العام ورفض تسجيلهم في الخارج؟ وهنا أتساءل ما الذي يمكن أن نتوقعه من مأمورية يُقال إنها للشباب ومن أجل الشباب. والحمد لله، أن النساء تعرضن للنسيان أصلا!

تعودون مجددا لرفع شعار محاربة الفساد، فما الذي سيجعله هذه المرة يختلف عن الشعار الذي أطلقتموه خلال العقد 2008-2018؟ ما هو تعليقكم على الكشف عن الملكيات العقارية الضخمة التي حصل عليها بعض الموريتانيين في المدن المغربية الرئيسية وفي لاس بالماس؟

السيد الوزير الأول، 


تشير تحقيقات قامت بها صحف غربية كبيرة، ونقلها موقع الأخبار، إلى منح تمويل أوروبي لبعض الدول منها موريتانيا، بهدف نقل المهاجرين السود والتخلي عنهم في الصحراء الكبرى. ما هو ردكم؟

السيد الوزير الأول، 


لا يمكنني إنهاء مداخلتي دون الإشارة إلى معاناة الموظفين السابقين في الخطوط الجوية الموريتانية الذين تعرفونهم جيدًا، والذين يسعون وراء حقوقهم منذ أكثر من خمسة عشر عامًا. فما الذي تقولونه لهم؟

أشكركم.

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.