سلطة تنظيم النقل كما عرفناها/ النهاه ولد أحمدو

النهاه ولد أحمدو

في تخبط منها غير مدروس ، ولم يفض إلا إلى نتائج عكسية ، يطالعنا قطاع النقل من حين لآخر بخطط يائسة ، ليس الهدف منها بالدرجة الأولى تنظيم القطاع ، أكثر من كونها تشريعا لأطر وهيئات توفر مناصب هامة لبعض الشخصيات المقربة من النظام .

فمن مملكة اتحادية النقل التي أتت على أخضر هذا القطاع و يابسه ، وأفلست كبار المستثمرين فيه ، إلى سلطة النقل الحالية الأكثر ملكية من المملكة ، والتي شهد القطاع في ظلها فوضى عارمة تتجلى مظاهره في كلما له علاقة بالنقل .

فيبتز الناقل بدفع غرامة مجحفة ، ليلقى له مقابلها حبل المخالفة على الغارب ، فيضاعف حمولة سيارته أربع مرات ويخلط فيها بين البشر والدواب ومواد الاستهلاك البشري والسموم ، ويوقفها طلبا لضحاياه من الزبناء حيث شاء ، ويفرغها حيث شاء ، ويفرض من السعر على طالب الخدمة ما يراه مناسبا ، مقابل نقله في عربة متهالكة ، كثيرا ما تزهق أرواح مستخدميها لعدم صلاحيتها فنيا للخدمة ، وعدم أهلية سائقها للمهنة .

هذا في ظل غياب تام لأبسط معايير السلامة ، ليبقى المواطن البسيط في النهاية ضحية كل هذه الممارسات التي تحصل مقابلها سلطة التنظيم أموالا طائلة لتسديد رواتب لمقربين من سادة القطاع ، كلهم وهميو الوظائف ، ويستغل أكثرها للتطبيل السياسي للأنظمة وإظهار الولاء لأولي النعمة ضمانا لاستمرار المنصب والمنفعة .

فإلى متى وقطاع النقل من مهزلة إلى مهزلة ، والمواطن المطحون مهان وعلى كاهله تجبى الأموال للاستخدام السياسي لمصلحة من تحكموا في البلاد والعباد باستغلال النفوذ ، منصبا وجاها ومالا !؟

إنها بكل بساطة سلطة النقل كما عرفناها ، من خلال صورتها المصغرة التي عشناها في الفترة الأخيرة بلعصابه

النهاه ولد احمدو

22442289

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.