تقوم وزارة التهذيب الوطني قبل ثلاثة أسابيع من تاريخ الباكالوريا بتكليف لجنة مصغرة جدا من الأساتذة بإعداد مادة واحدة من مواد الامتحان، ويتم الاختيار على أساس الكفاءة والثقة والنزاهة وتسند لهذه اللجنة المحدودة مهمة طرح أسئلة المادة والقيام بطباعتها وتكثيرها ثم ختمها ووضعها في الصناديق ثم يغلق الصندوق بقفلين يسلم مفتاح أحدهما لرئيس المركز ويسلم الآخر عن طريق الوالي لحاكم المقاطعة التي توجد فيها مراكز للإمتحان إذ ترسل الصناديق فورا إلى الولايات بعد إغلاقها.
وعند بدء الامتحان يقوم رئيس المركز صحبة الحاكم الذي يتولى تأمين الصناديق عن طريق عناصر أمنية بفتح الصندوق ليتسلم رئيس المركز المادة المقررة ذلك اليوم ثم يأخذ التي تعقبها في اليوم التالي وهكذا حتى ينتهي الامتحان.
وقد اعتمدت وزارة التعليم الموريتانية هذه الخطة منذ زمن وهي تجعل دائرة التحقيق في حالة حدوث تسرب ضيقة جدا وواضحة.
واليوم تعرف هذه الوزارة بالاسماء المسؤولين عن إعداد جميع مراحل مادة الفيزياء المتسربة، أما بالنسبة للسلطات الإدارية التي تقوم بهمة التأمين فهي في عين التحقيق إلا أن حيازة الحاكم لمفتاح قفل واحد من قفلين يجعله خارج دائرة الاتهام.
وفي جميع الحالات تحتم الأخلاق استقالة كافة المعنيين بالامتحان بدء بالوزير إذا كانوا يكنون لأنفسهم قليلا من الاحترام.
