الطينطان / الحملات المضادة و النتائج العكسية
وكالة كيفة للأنباء

دأبت الأنظمة المتعاقبة في موريتانيا ، على العمل من أجل إضفاء جو ضبابي على المشهد السياسي في البلد كلما كانت هناك مناسبة سياسية ، للمعارضة فيها دور ملحوظ ، أو كانت المناسبة نشاطا خالصا للمعارضة ، عندها لا يألو النظام جهدا بتسخير جميع أعضاء حكومته و ممتلكات الدولة ، لتسيير قوافل تحت عناوين شتى في مهام وهمية ، لإلهاء المواطن عن ما يعيشه الوطن من أزمات سياسية و اقتصادية و اجتماعية ، تكاد مجتمعة تعصف به لا قدر الله ، حيث تقوم هذه القوافل تضليلا للرأي العام ، و خلطا للأوراق في وجه المتابع للشأن السياسي ، بعمليات إلهاء موازية يتم فيها توزيع بعض المواد الغذائية تارة ،و الإعلان عن بعض المشاريع الوهمية تارة أخرى ، للتعتيم على المشهد العام ، تماما كما يفعل حيوان " الحبار " في وجه أعدائه في المحيط .

و في هذا الإطار تدخل زيارة وزيري الداخلية و الإسكان لمقاطعة الطينطان ، تزامنا مع اللقاء الخاص الذي ينظمه حزب " تواصل " بالمقاطعة ، و مهرجان " المنتدى" المقرر في الأيام المقبلة القليلة بالعيون ، و التحضير لإرسال بعثات مشابهة لولايتي الحوض الشرقي و لعصابة ، تزامنا مع نشاط مماثل ل"المنتدى" بالولايتين .

غير أن عملية الإلهاء هذه ، كثيرا ما تأتي نتائجها عكسية على النظام، وهو ما حصله الآن من مهمته في الطينطان .

فما إن أعلن عن زيارة الوزرين حتى ظهر التنافس على أشده بين التشكيلات القبلية المحلية ، لإظهار الولاء المزيف المشروط بالمصالح الضيقة ، و كان من نتائج هذا التنافس ، المعتل باعتلال نتائجه و ضوابطه و معايير تصفياته ، التذمر المعلن من طرف أكبر و أعرق المجموعات المحلية ، بعد تعمد المشرفين على المناسبة تغييب هذه المجموعة إعلاميا و سياسيا ، رغم ما بذلته من جهود مضنية في سبيل إنجاح هذه الزيارة ، الأمر الذي جعل ساسة هذه المجموعة ، يرون ما تعرضوا له من تهميش لدورهم خدمة أسداها المشرفون للمعارضة ، أكثر من كونه عملا جادا لإظهار ولائهم للنظام ، حيث لا يخفون أنهم كانوا ضحية تصفيات ضيقة ، و تآمر واضح من الجميع ، نتيجة زبونية سياسية هي الخيط الناظم للمشرفين .

النهاه ولد أحمدو 22442289


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2016-03-03 12:38:25
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article13402.html