الأمية عائق بنيوي أمام ممارسة الديمقراطية
وكالة كيفة للأنباء

تعد مشكلة الأمية من بين العوائق البنيوية لممارسة الديمقراطية ، وخاصة في بلدان العالم الثالث ، وعائقا كبيرا في مسيرة التقدم ، فما هي: الأمية ؟ وما هي عوائقها البنيوية للديمقراطية؟.

يمكن تعريف الأمية بأنها عدم قدرة الإنسان على القراءة والكتابة بالطريقة الصحيحة.

إن تخلف البنية الثقافية الذي يعتبر سببا ونتيجة للانتشار الواسع للأمية الأبجدية ، والوظيفية وما يعنيه ذلك من تخلف حضاري وانقطاع عن روح العصر وتبعية فكرية يشكل أكبر تحد أمام كثير من البلدان وخاصة وطننا الحبيب ، لذلك فإن الأمية من حيث كونها مصدر تخلف تشكل عائقا يسد الأفق أمام كثير من دول العالم ، وذلك هو ما جعل الديمقراطية المسماة بالليبرالية لا يمكن أن تتكيف مع تلك البلدان إلا بنحو معيب جدا.

إن الخيار السياسي الذي يجب أن يسبق أي قرار سياسي غير قابل للتطبيق أو على الأقل ليس له الدلالة الكاملة الحقيقية في وسط اجتماعي تغلب عليه الأمية ، إذ لا يمكن بناء الديمقراطية في ظل الأمية ، فهما نقيضان لا يجتمعان ويرى بعض المنظرين في مجال الحكامة أنه يجب تثقيف الشعوب ثم بعد ذلك منحها الديمقراطية ، وقد اقترح البعض شهادة الدروس الابتدائية كحد أدنى ليسمح للمواطن بالإدلاء بصوته في الانتخابات ، فالجاهل معرض للخديعة أكثر من المثقف ويسهل غسل دماغه ، وسريع التصديق بالأكاذيب ويمكن تحريضه ودفعه إلى أشياء ليست في مصلحته ولا مصلحة وطنه فيمكنك أن تقنعه بأن اللائحة الصفراء في مصلحته وهي على العكس من ذلك يمكنها أن تزيده بؤسا ومعانات.

وننبه هنا أن الديمقراطية لا تعني فقط الانتخابات بل كذلك حرية التظاهر وهي وعي المواطن بحقوقه على الدولة وواجباته إزائها واحترامه للقوانين. يمكن كذلك لأعداء الديمقراطية أن يستغلوا ، تفشي الأمية والجهل بين شريحة واسعة من الناس لبث الإشاعات بينهم وتضليلهم ضد مصالحهم وتوجيههم ضد الديمقراطية ، فالديمقراطية هي شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة ، إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم وهي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافة التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي. ولهذه الأسباب الأنفة الذكر والمعيقة للديمقراطية والتنمية المستدامة فقد وجهت الحكومة الحالية تحت القيادة النيرة لصاحب الفخامة محمد ولد عبد العزيز جهودها نحو التمدرس على نحو واسع ومنقطع النظير فرصدت ميزانيات سنوية لهذا الغرض وشجع تمدرس البنات وشيدت المدارس في جميع ولايات الوطن. وتدفع موريتانيا حاليا إلى الحد الأقصى المطاق هذا الاستثمار المتعلق بالإنسان الرامي في نهاية المطاف إلى إسعاد المواطن واسترجاع العملية / اللعبة الديمقراطية كامل مغزاها.

بقلم: شيخنا ولد الداه


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2016-03-17 04:18:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article13543.html