وتبخرت أحلام الخلاخل والأقراط..
وكالة كيفة للأنباء

بين غبار النحاس وعجاج الذهب، كان المشظوفي يحلم بكل شيء إلا أن يكون عنوانا عريضا حزينا في جرائد بلاده.. كان يفكر في خلاخل من نحاس وأقراط من ذهب هدية لعقيلته بعد أشهر من الكد والعرق والاستنزاف.. لم يكن يعلم بأن شركات النحاس والذهب ستهديه – بدل الخلاخل والأقراط- موتا دافئا، بهراوة جافة، يحملها كركدن في زي حرسي..

مات المشظوفي، وتبخرت كل أحلامه الجميلة، وطوى الصمت الأبدي صفحة الخلاخل والأقراط.. وعلى نعش مهترئ كتجاعيد وجه والدته الصبورة، حمله المشيعون إلى مثواه قبل الأخير: حيث مركز الاستطباب "السياسي".. هناك كان المشظوفي جثة هامدة، ترتسم على تقاسيم وجهها أحلام أخرى وآمال أخرى.. إنها أحلام العدالة وآمال الإنصاف.. لم يكن المشظوفي يتصور أن الطبيب والقاضي جـُـبلا في الأزل من ذات الطينة التي جبلت منها هراوة الحرسي ونفايات النحاس والذهب..

الآن وقد وارى الأحبة جثمانه في أحراش إينشيري، أضحى بإمكان المشظوفي أن يفهم، في إغفاءته الأبدية المريحة، أن القاضي والطبيب والحرسي والهراوة والذهب والنحاس، عصابة لا يهمها أن تفهم كم هي ثمينة لديه أحلام الحياة المفعمة بهدايا الخلاخل والأقراط.

زاوية "قزحيات"/ جريدة "صوت العمال"


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2012-07-23 04:50:56
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article1492.html