هل بقيت لتمجيد الفرد من قيمة؟
وكالة كيفة للأنباء

تغيرت الأحوال ، و تبدلت المفاهيم ، و انقلبت منظومة القيم رأسا على عقب ، و اختلط الحابل بالنابل في معركة حياتنا اليومية. لم نعد نميز الصالح من الطالح، أصبحت قيمة الأفراد تقاس بالمال لا الدين، صرنا نتزين بالدينار و الدرهم بدل العلم، الغني منا يستغل فقر الفقراء ليزداد غنى و الجاهل المتفيهق يستغل جهل الجهال لينتصب على أريكتـــــه متطاولا على العلماء الأجلاء....

ليست هذه نظرة سوداوية لواقعنا بل هو تحليل أراه موضوعيا لما نوجد عليه مع أن التعميم هنا لا يفيد الحصر. لقد نشأنا و لله الحمد في بيئة إسلامية يمجد فيها الفرد انطلاقا من علمه و ورعه و صدقه ، و وفائه و إخلاصه إلى غير ذلك من القيم الفاضلة التي توارثناها خلفا عن سلف مستمدة من الشريعة الإسلامية الغراء التي تحضنا على التحلي بكل مكارم الأخلاق و محاسن الشيم و تبعنا عن الرذائل و الأدران شتى أنواعها.

لكن مع الأسف حدث انفصام بيننا و بين موروثنا الديني و الأخلاقي بفعل العولمة و ما انجر عنها من تدمير شبه كامل للحواجز الأخلاقية فماتت الضمائر أو كادت فابتعدنا عن ديننا و عقيدته الوسطية السمحاء و تهنا في عالم من الانحلال و الإباحية فكان ما كان...

لقد أصبحنا اليوم نمجد "المسؤول" لا لشيء إلا لأنه لم يشطط في الفساد و الظلم – مع أنه لا يملك فعل أكثر مما فعل – و الأدهى من ذلك كله ليس تمجيد هذا "المسؤول" من طرف من عادتهم التملق و المحاباة و لكن تمجيده ممن صدعوا رؤوسنا كثيرا بالحديث عن الاستقامة و خطورة الفساد و المفسدين حتى ظنهم الكثيرون قدوة و مثالا يحتذى ، إلا أن " يوم الوداع المشهود" كشف غطاء الحقيقة عن زيف الشعارات فتبدلت آمالنا آهات ، فآه على ماض فات و آه على مستقبل لا ندري بما هو آت...


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2017-02-26 20:52:17
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article17350.html