’سأعتمد سياسة تحريرية محايدة تماما فى المشهد السياسي، تأخذ نفس المسافة من المعارضة والأغلبية، وسأستفيد من إقصاء الزنوج والفرانكفونيين من القناتين المنافستين التلفزيون الموريتاني وتلفزيون شنقيط حتى أستهدف هذه الشريحة. وإذا كان هناك من الممولين من هم مع السلطة، فسأرد بأن تلفزيون الساحل ليس مع السلطة أو المعارضة وأنا شخصيا ليست لدي صلات بالسلطة’.
تلك كانت كلمات العميد اباه ولد السالك أحد أعمدة الصحافة الموريتانية القدماء. وصاحب المبادرة فى مشروع قناة الساحل التى أضفت طابعا من المصداقية على المشهد السمعي البصري فى بلادنا. لكن المستثمرين الذين استغلوا خبرة العميد ومصداقيته وعلاقاته اغتالوا الحلم.
نعم لقد صرح اباه بكل هذا، بكل جرأة ووضوح رؤية، وأشار بالأصبع إلى الشوفينيين الحقيقيين الذين سعوا فى الخفاء إلى الإجهاز على القناة. لقد عرى رجال الأعمال هؤلاء الذين يمولون العنصريين ويفرقون بين مكونات المجتمع. لقد كشف عن الوجه الحقيقي لهذه القاطرة التى تجرنا إلى الوراء منذ ثلاثين سنة من إثارة الأحقاد وتوجيه الضربات عشوائيا لكل من هو مختلف مع رؤيتهم العنصرية والشوفينية والتهميشية لقطاع مهم من الشعب.
لقد قطعوا عنه التمويل لأنه حاول أن يسد الفراغ التى تركه تهميش الزنوج فى التلفزيون الوطني، فعلى الرغم من كونه لم يخصص للغات الوطنية والفرنسية إلا نسبة 40 فى المائة من بث القناة، وترك الــ60 فى المائة الباقية للعربية إلا أنهم لم يرضوا بذلك.
والسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية التى رفضت إعطاء أي رخصة بث واحدة لشخصية زنجية، كما تقاعست عن اتخاذ إجراءات ضد من أخذوا الرخص وتركت لهم المجال ليفعلوا ما يحلوا لهم دون رقيب.
فتحية كبيرة للعميد، ولا شك أن الأمة ستعيد له مكانته السامية التى يستحق يوما ما.
L’authentique N° 1659
ترجمة الصحراء
