"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً".

علمت بنبإ استشهاد مجموعة من دعاتنا علي أيدي جنود غادرين من جمهورية مالي الشقيقة، و إنني لأدين هذا العمل الجبان الذي استهدف حملة راية الإسلام الذين تكلفوا بشرحه و إدخاله في النفوس بعدما أدخله أسلافهم في البلدان، أعلم جيدا أن الدعاة هم أزهد الناس في هذه الفانية و أنهم يعدون العدة لمغادرتها و يساعدون غيرهم في الاستعداد ليوم الرحيل، فهم رجال باعوا أنفسهم لله لا يريدون مالا و لا جاها و لا صوتا انتخابيا.

يدل غدر دعاتنا بهذه الصورة البشعة علي أن حكومة جمهورية مالي الشقيقة لم تبذل بعد جهدا حتي تظهر للعالم أنها جديرة بالثقة و الاحترام، و هذا يدعو للأسف علي مستقبل أشقائنا و جيراننا كما يهدد مسقبلهم ومستقبل زوارهم.

إن هذه الحادثة الأليمة تستدعي ما يلي :

ـ اعتذار الحكومة المالية و فتحها لتحقيق عاجل تشرك فيه السلطات الموريتانية و يؤدي لتقديم الجناة للعدالة.

ـ تعبير الشعب المالي عن رفضه لهذه الحادثة التي ستشوه سمعته إذا لم يقم بعمل يشعر من خلاله الجناة و المقصرين أنهم مرفوضون في مالي.

ـ تنظيم الموريتانيين بالخارج لمظاهرات سلمية و متحضرة و متمدنة أمام سفارات جمهورية مالي الشقيقة بالبلدان التي يتواجدون بها، يعبرون من خلالها لهذه السفارات و للرأي العام بتلك الدول عن إدانتهم الشديدة لهذا العمل الهمجي و يطالبون بمحاكمة مرتكبيه.

ـ عدم المساس بالإخوة الماليين المقيمين بموريتانيا أو بمصالحهم فهم أبرياء "وَ لاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى".

رحم الله شهداءنا

عاشت الجمهورية الاسلامية الموريتانية

و الله ولي التوفيق

مدريد، 9 شتمبر 2012 عبد الله ولد النهاه

باحث في قضايا الأمن والدفاع

nahah.mr@gmail.com