دشنت اللجنة الجهوية المشرفة على الاستفتاء أسلوبا جديدا في التعاطي مع المجموعات القبلية بولاية لعصابه من أجل ضمان تصويت كبير بنعم لصالح التعديلات، غير أن هذه الخطة قد تأتي بنتائج عكسية حيث أحرجت القيادات التقليدية فقد كان من المعهود أن تحاول كل قبيلة إيهام الإدارة والحزب أنها تشكل أكبر وزن وأنها تتحكم في عدد كبير من المكاتب وينبغي أن تكون لها الحظوة في التعيينات الحكومية والاختيارات الانتخابية.
وبعد جلسة ماضية مع اللجنة وطلب الأخيرة من المجموعات القبلية تسمية مكاتب التصويت المحسوبة لها، تبين أنه هذه المجموعات القبلية شعرت بالإحراج فهي لا تريد أن تحاسب على مكاتب تعرف في نفسها أن لا يد لها عليها وغير مضمونة النتائج، وتهربت من عديد المكاتب التي كانت تتبجح بها قبل دخول القاعة حتى لا تقع في الفخ.
لقد فرت هذه المجموعات من مكاتب كانت بالأمس تدعي أنها تملك رقاب كل المصوتين فيها.
هو مظهر من مظاهر الانحطاط التي بلغها هذا النظام وبه يسوق هذا البلد إلى مستنقع من التفرقة وتمزيق اللحمة وتجييش القبائل.
لقد فات على هذه القبائل أن نظاما جبانا بني على الترهل من أول يوم لا يمنح قيمة إلا لمن يتملك قيم التحدي والرفض ويأبى الخنوع والاستكانة.
