هل فقدت الرئاسة صندوقها الأسود ؟!
وكالة كيفة للأنباء

فجأة، ودون سابق إنذار، تقال نائبة مديرة ديوان رئيس الجمهورية زينب بنت اعلي سالم، وبذات السرعة تستقل أول رحلة تغادر البلد بعد قرار الإقالة متوجهة إلى تونس، في غفلة من الجميع. لم تكن للقضية تفاعلات تذكر، سوى أن بعض وسائل الإعلام تناولت، في خبر مقتضب، خلافات بين بنت اعلي سالم ومدير الديوان إسلك ولد إزيد بيه، متنبئة بأن المديرة المساعدة ستتم إقالتها لصالح المدير.

ولم تتضمن التسريبات الإعلامية أية معلومات مفصلة لأسباب الخلاف، ولا عن دور رأس السلطة فيه، لكن نبوءة المحللين صدقت، فالمديرة المساعدة أقيلت، لكن الملف أخذ منحى لم يكن في حسبان متنفذي الرئاسة، ولم يدر في خلد المحللين.

ما يؤكده العارفون ببنت اعلي سالم هو أنها المرأة الحديدية التي ظلت تحرك الدمى الرجالية من وراء حجاب بالروموت كنترول، منذ أن تم تعيينها أمينة عامة لوزارة الاتصال خلال حكم الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وقد استطاعت بذكائها وبتحكمها في توجيه البوصلة لصالحها أن تقفز من مربعها المحصور في دائرة الإعلام، إلى دائرة الرئاسة المحيطة بكل صغيرة وكبيرة في البلد. فطنت المرأة؛ التي يصفها البعض بالصندوق الأسود لنظام ولد عبد العزيز، لأهمية وحساسية منصبها، فأدارته بجدارتها الإدارية، وبحدسها لمتطلبات المستقبل، فوظفت دينامكيتها لإنجاز العمل، واحتفظت لنفسها بنسخ المراسلات والمشاريع والأوامر واللقاءات، فقد يجبرها التاريخ على الانتصار للرقعة الجغرافية التي ولدت على أديمها ومنحتها الحب والحنان وأسباب الحياة، مهيئة نفسها لأن ترد لها الجميل من خلال التوثيق والشهادة المعززة بالأدلة، فحزمت أمتعتها المليئة بالوثائق والمستندات، ورحلت إلى مكان تستطيع فيه البوح، دونما خوف أو وجل؛ أو هكذا يقول العارفون بها.

ورغم أن القضية لا يزال يلفها الكثير من الغموض، إلا أن الكل يجمع على أن من خدم النظام الحالي، ولو بشطر كلمة، يظل الأكثر عرضة للانتقام بسيف مكافحة الفساد المسلط على رؤوس الموالاة.. كل الموالاة.

أما المعارضة، حسب اصحاب هذا الطرح، فيكفيها ما تعانيه من تهميش وحرمان وإقصاء، ويتعلق الامر هنا بالمعارضة التي رفضت انقلاب الألفية الثاني.

فهل يمكن استخراج المعلومات حول ما يدور داخل قمرة قيادة البلد من صندوقه الأسود المتمثل في بنت اعلى سالم، حتى وإن كانت الرحلة لا تزال تحلق بأمان؟ أم أن بنت اعلي سالم ستنتظر ثمرة جهود منسقية أحزاب المعارضة لإسقاط "الطائرة"؟!

السفير


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2012-10-07 00:06:55
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article1918.html