سأكون رئيسا للجميع
وكالة كيفة للأنباء

"سأكون رئيسا للجميع" ذلكم التزام عبر عنه الرئيس محمد ولد الشيح الغزواني بصيغ مختلفة، عبر عنه بمنتهى الوضوح في خطاب إعلان ترشحه، وأعاد التعبير عنها بلغة سياسية فصيحة وصريحة في برنامجه الانتخابي "تعهداتي"، ثم أكده وبهذه الصيغة بالذات في خطاب التنصيب، أي في أول كلمة يلقيها بوصفه رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية.

من المؤكد بأن هناك نقاطا عديدة وردت في خطاب التنصيب كانت تستحق أن أتوقف معها في أول تعليق أكتبه عن هذا الخطاب، وقد كنتُ أفكر ـ بالفعل ـ في أن أتقدم بقراءة شاملة لخطاب التنصيب كما فعلتُ مع خطاب إعلان الترشح، ولكني عدلت عن ذلك في آخر لحظة، وقررت أن أخصص هذا التعليق لجملة واحدة وردت في خطاب التنصيب، وهي الجملة التي تقول: " سأكون رئيسا للجميع مهما اختلفت انتماءاتهم السياسية، أو خياراتهم الانتخابية، وسيكون هدفي الأوحد والأسمى خدمتهم جميعا والعمل الجاد على تحقيق آمالهم جميعا".

فكم نحن بحاجة في هذه البلاد، وخاصة من بعد عشرية طبعها الكثير من التجاذبات والصراعات، إلى رئيس لجميع الموريتانيين.

فما أحوج المعارض وهو يمارس حقه في المعارضة إلى أن يشعر بأن رئيس الجمهورية ليس رئيسا للموالاة الداعمة فقط، وإنما هو رئيس جميع الموريتانيين.

وما أحوج المغبون والمهمش والمستضعف في هذه البلاد إلى أن يشعر بأن رئيس الجمهورية ليس رئيسا للمقربين والنافذين فقط، وإنما هو رئيس جميع الموريتانيين.

نحن بحاجة بالفعل إلى رئيس قادر على أن يشعر كل واحد منا بأنه رئيسه، وبأنه يعمل ـ بجد وإخلاص ـ على تحقيق آمال كل واحد منا.

في اعتقادي بأن هذا الأمل قد بدأ يتشكل لدى المواطنين مع خطابي إعلان الترشح والتنصيب، ولذا فعلى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن يعمل خلال مأموريته على تنمية هذا الأمل، وأن لا يتركه يضيع كما ضاعت آمال كبيرة من قبل.

هذا الأمل الذي بدأ يتشكل لدى الموريتانيين قد يكون أبلغ تعبير عنه هو تلك الكلمات المختصرة التي جاءت في رسالة بعث بها الرئيس الأسبق سيدي ولد الشيخ عبد الله إلى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ساعات قليلة من بعد تنصيبه. وهذا نص الرسالة : "

إلى فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني

السيد الرئيس،

إن حفل التنصيب الذي انتهت فعالياته للتو يجسد تسلمكم الفعلي للسلطة كرئيس للجمهورية، مما يستلزم منكم مباشرة تطبيق البرنامج الذي تقدمتم به كمرشح للشعب الموريتاني.

أثمن الخطوط العريضة لهذا البرنامج، وأعتقد أنه إذا ما تم تطبيقه سيسهم بشكل كبير في تقدم البلاد على المستوين الاقتصادي والاجتماعي.

وأدعو الله العلي القدير أن يعينكم على ذلك وأن يسدد خطاكم.

ولا شك أن القيم الإنسانية النبيلة التي تتحلون بها والتي أتيحت لي فرصة اكتشافها عن قرب ستشكل دعما قويا لكم في هذا المسعى." انتهت الرسالة.

لقد تعهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بأن يكون رئيسا لكل الموريتانيين، ومن واجبنا جميعا أن نعينه على ذلك، ولنا في رسالة الرئيس الأسبق سيدي ولد الشيخ عبد الله ما يشجع على ذلك.

إن هذا الواجب يقتضي من كل الخيرين في هذه البلاد أن لا يكتفوا بالتفرج في مثل هذه اللحظة الهامة من تاريخ بلدنا، فعليهم أن لا يتركوا رئيس الجمهورية بين "شرين"، شر المطبلين في الموالاة وشر "المؤزمين" في المعارضة، والذين يقتات بعضهم على بعض.

إننا نريد في هذه اللحظة الهامة من تاريخ بلدنا أن يرفع الموالي الناضج صوته، وأن يرفع المعارض الناضج صوته، وأن يعملا معا من أجل أن يكون صوتهما أعلى من صوت الموالي المطبل والمعارض المتطرف، وإن لم يتمكنا من ذلك فعليهما أن يعلما بأن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لن يستطيع أن يكون رئيسا لكل الموريتانيين، حتى وإن هو أراد ذلك.

حفظ الله موريتانيا..


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2019-08-04 06:55:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article25641.html