مسألة جوهرية في مقدمة مشاكل متنوعة أبقت مدينة كيفه في ذيل الركب
وكالة كيفة للأنباء

عجز أبناء مدينة كيفه من منتخبين وأطر ووجهاء ومن قادة رأي على مدى عدة عقود على تطور ونمو المدينة من وضع الحكومات المتعاقبة على الصورة الحقيقية لمدينتهم ، وتخاذَل هؤلاء عن تحريك فكرة مهمة ومحورية؛ مفادها أن هذه المدينة ليست عادية وأنها ثاني أكبر مدينة في البلاد ،وعليه يتحتم التعامل نحوها من طرف السلطة طبقا لحجمها ودون قياس على بقية المدن.

حتى داخل الصالونات وفي أندية التواصل الاجتماعي وأمام المسؤولين الزائرين لم يكن الحديث عن هذه المسألة يأخذ نصيبا رغم الفضول وهستيريا البعض في كل مناسبة.

لقد كان يجب ومنذ زمن بعيد أن تتوحد الجهود وترتفع الأصوات ويشتعل النضال من أجل تمرير هذه الفكرة، وإقناع الحكومة بها حتى تٌسلِم بأن هذه المدينة لا يمكن أن تصنف إلى جانب باق المدن وليس من الإنصاف على الإطلاق أن يضرب لها بنفس السهم مع مدن البلاد الأخرى.

صحيح أن المطالب تتصاعد بجعلها مقاطعتين وهو أمر وارد ،ولكن الذي لا يمكن فهم تأجيله بأي حال أن تكون بهذه المدينة مفوضية للشرطة واحدة ومركز لشركة المياه وحيد وآخر للحالة المدنية ومثل ذلك في بقية المرافق وكأن هذه المدينة بحجم افدريك أو ولاته أو بومديد أو بنشاب، فجميع هذه المدن تحتوي على نفس المصالح وبنفس الحجم.

لا يمكن أبدا أن يتحقق الحد الأدنى من وصول الخدمات إلى المواطنين بهذه المدينة العملاقة إلا بقياسها على انواكشوط وأخذ حجمها بعين الاعتبار ومضاعفة كافة المرافق والخدمات 4 مرات.

كيف تتماثل حصة هذه المدينة من سياج المَزارِع أو من التوزيع المجاني للحبوب أو تعبيد بعض الشوارع ودعم النظافة أو الصرف مع لعيون أو أطار أو كيهيدي وهي التي تفوق حجم هذه المدن مجتمعة.

لقد آن أن تعيد الحكومة النظر في وضع هذه المدينة وجعلها قطبا خاصا.

ومن هنا يجب على المنتخبين والأطر وعلى الوجهاء وكافة القوى الحية بالمدينة أن يصطفوا خلف هذا المطلب المشروع وأن يطرحوه بقوة وإصرار.

لقد آن أيها الأهل أن تتكبروا عن الصراعات القبلية الهدامة والحساسيات العقيمة التافهة التي ركنت بكم في ذيل القائمة ،وأن تتجهوا إلى ما هو أنفع وأبقى لأهلكم ومدينتكم.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2024-02-15 07:00:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article27239.html