يا عزيزي ! إنك لن تبلغ السماء سموا في تطبيق شرع الله على أرضه وإقامة حدوده بين عباده . يا عزيزي ! إنك لن تبلغ الجبال شموخا في إلغاء لغة المستعمر في الدوائر الرسمية وأحاديث الفرنسية في أبواقك المسموعة وقنواتك المفتوحة ومراسيمك المكتوبة. بل إنك اضعف من أن تصدح بتعريب تعليم ابنائك وشعبك المغرب بهم في عقر دارك أثناء منتديات التعليم الحالية. أعرف أنك أصغر من الحصا عند سيدك هولاند من أن يطوف بك هم شارد بطرد المنظمات التنصيرية التي تجول وتصول في ربوع البلاد تنفث السموم وتبذر الفجور. يا سيدي ! إنك أعجز من أن تحفظ سماءك وتذود عن أرضك وأن تمنع مياهك من بوارج العدو الكاسحة وطائراته الراجمة ومصفحاته العابرة. يا سيدي ! إنك أجبن من أن تتأفف من سفك دماء إخوتك المسلمين وتشريد الأبرياء من بني جلدتك المستضعفين في مالي و أجبن من أن يتمعر وجهك الكريم تضجرا من إهانة بيوت الله تعالى في تمبكتو مدينة الإسلام وحرق ما فيها من كتب.
يا سيدي ! أعلم علم اليقين أنك تخشى على كرسيك الزائف وسلطانك الزائل من ولي نعمتك الذي أوردك القصر وكبلك بشهوات المصالح الواهية وهول الأطماع الخارجية. يا سيدي! لا ضير عليك أن تصفق وتزغرد وترقص على جماجم الأبرياء وأشلاء النساء في مدينة الإسلام كاوا حرصا على قصرك المنيف.( فإن خزاعة أقل وأذل)، و أنت سيدها (ولو خيرت لخترت) إلا أنك عدلت إلى القعود بنواياك الحسنة حفاظا على بيضة الدين في رأيك، وكم من طريق إلى جهنم مبلط بالنوايا الحسنة !.
لكن أربأ بك يا عزيزي! أن تنزل عن مقام عبد المطلب الذي استشفع لإبله و أهله عند أبرهة وحاجه بقوله:( إني رب الإبل وللبيت رب يحميه). فأربأ بك و أنت أبن الإسلام أن تخور وتتلعثم أمام هولاند أبرهة اليوم. فاهمس في أذنه خشية سوء الأدب على سيدك: (إني لا أحب أن يشيع عن محمد أنه يقتل أصحابه) بإرسال جيشه إلى ساحة الوغى لا ناقة له فيها ولا جمل.واهمس في أذنه إني رب البقر والإبل بالحوضين ولعصابه فلا تحرمنا يا هولاند الظعن ساعة بحثا عن الكلأ في عمق جارتنا بغلق الحدود. سيصيبك الصغار و الهوان والمذلة عندئذ لأنك من أنت ؟ ! حتى تهمس في أذنه وهو هولاند.ولكن ذالك أضعف الإيمان يا عزيزي !.
