تركت شركة"مندز" التي بنت طريق الأمل قبل 4 عقود بئرين ارتوازيين في بلدة "أفريكيكه" الواقعة على بعد 23 كم شرق مدينة كيفه، وقد تبادل على استغلال تلك الآبار عدة شركات نفذت بعض الأعمال في المنطقة وكانت كل واحدة تقوم بسحب معداتها فور انتهاء مهمتها تاركة السكان يواجهون مصيرهم مع العطش دون أن تحرك السلطة ساكنا!

ومنذ 6 سنوات قامت خيرية زين العابدين باستغلال أحد هذه الآبار عبر تثبيت مضخة هناك لاستخدامه في سقاية سكان مدينة كيفه بعد استفحال أزمة العطش ولتزويد منتجعه الريفي جنوب المدينة بالمياه، فضلا عن محاولة أطراف سياسية عدة الاستفادة من تلك المحنة.

سكان المنطقة من القرويين وكذلك المنتجعين هناك يواجهون مشكل الشراب فالمصدر الوحيد هو ذلك البئر الذي تستغله صهاريج الرجل فحين يكون وقت الضخ يستقي البعض، وعند مغادرة الصهاريج تغلق البئر!

هذا الوضع ولد الكثير من السخط لدى سكان البلدة الذين يرون أنهم الأحق بالشراب من أي طرف آخر فالمصدر بين منازلهم فتحركوا للإبلاغ عن معاناتهم، وفي هذا الصدد ناشد المتحدث باسم السكان محمد ولد بلخير السلطات بتسوية وضعية هذه المياه بما يسهل استفادة أهالي المنطقة منها.

إن الذي يثير الدهشة ويبعث على الحيرة هو تفرج "الدولة" على هذا الأمر وتخليها عن المواطنين رغم بساطة الحل، وهم يَستجدون الرجل المذكور رغم أن الآبار ملك عمومي!

لماذا يكون المواطنون "يدا سفلى" ينتظرون صدقات الأغنياء والدولة قادرة على انتقاء مضخة ومساعدة السكان على الشراب دون مَنِ ولا أذى.

إلى متى تستمر هذه الفضيحة؟ وكيف نقبل أن يظل المواطن محتقرا، مُداسا، شاخصا إلى ما يقدمه الآخرون .هذه الآبار ملك للشعب فكيف تتحول إلى عطية لنافذين؟

يجب أن تستغل فورا بشكل يحترم المواطن، ويصون كرامته، ويلبي حاجته ، وأن تؤمم للصالح العام فالاستمرار على ذلك الوضع هو إهانة كبيرة للدولة وتحطيم لهيبتها وكبريائها وهو كذلك تعريض المواطن للابتزاز والاستغلال!