احتار الشارع الموريتاني كثيرا في أسباب الخلاف بين رجلين، اقسم العديدون في يوم من الأيام أنهما سيشكلان ثنائيا صلبا ومتماسكا في الساحة السياسية الوطنية، ووصل الأمر إلى درجة أن السواد الأعظم من الفضوليين استسلم للأمر الواقع، واقتنع بأن سر ذلك الخلاف سيبقى دفينا وإلى الأبد.
لكن ذلك لا يمنع من أنه بين الفينة والأخرى تطفو على السطح بعض التفاصيل التي تتسرب من هنا وهناك، لترسم صورة تقريبية لخلاف تؤكد كل المؤشرات بأنه لم يبح بعد بكل أسراره.
وتقول آخر تلك التفاصيل إن الخلاف بين ولد عبد العزيز وولد بوعماتو بدأ قبيل تشكيل أول حكومة بعيد انتخابات يوليو الرئاسية.
فباعتباره أحد الداعمين الكبار للنظام، طلب ولد بوعماتو من ولد عبد العزيز، أن يعطيه الحق في اقتراح أسماء، لتولي وزارة المالية ومنصب محافظ البنك المركزي، لكن ولد عبد العزيز رفض الأمر رفضا باتا، مؤكدا أنه صاحب القرار الأول والأخير، وأنه لن يشرك فيه أحدا.
ويقال إن ذلك الاجتماع الذي دام لعدة ساعات، شهد نقاشا حادا بين الرجلين، وشكل نقطة انطلاق الخلاف الذي تدحرج خلال الأسابيع التالية ككرة الثلج، حتى وصل إلى درجة القطيعة بين الرجلين.
آراء حرة
