من أعظم جنازة في تاريخ كيفه إلى أكبر تأبين.. ميشل يجمع الناس حيا وميتا (تقرير مصور)
وكالة كيفة للأنباء

شاركت جموع غفيرة من سكان ولاية لعصابه ومن خارجها مساء اليوم ال 30 دجمبر 2023 في مدينة كيفه في تظاهرة حاشدة لتأبين المرحوم محمد فرجس الملقب ميشل؛ الشخصية الوطنية المعروفة وأول عمدة لبلدية كيفه.

منتخبون، شخصيات حكومية، وجهاء، فعاليات شبابية ونسوية، مواطنون من كل الفئات والألوان تصببوا إلى فندق الضيف لحضور مُذَاكَرَة بخصال المرحوم ضاق بها المكان رغم اتساعه فغصت بها الشوارع والازقة والساحات.

على المنصة تعاقب شهود حَق على سرد جوانب من مناقب المرحوم وتزاحم المئات من أجل المشاركة مما أعجز المنظمون وضاق به الوقت.

تحدث أصدقاء المرحوم ثم زملاؤه، فجيرانه فالذين عملوا في بيته، وأبى بداة في الريف البعيد شملتهم مودته وطالتهم يده السخية إلا ان يحضروا حتى يذكروا أشياء من فضله.

هذا يقول عالجني من مرض عضال، وذي تصدع بمكرمة فرجت عنها كربة وذا يتحدث عن ضائقة أزالها الرجل، وهؤلاء يجهرون بدفعه مكروها ،وأولئك يذكرون يدا يمنى أعانتهم على نوائب الدهر دون ان تعلم اليسرى.

غيض من فيض وقطرة من بحر يتلاطم كرما وإيثارا وإباء ومروءة هكذا شهد الجميع.

في مجال الطب ورد إخلاص المرحوم ومدى تضحياته ومهنيته وتوفيقه في علاج مرضاه وهو يزاول عمله الرسمي، وحين تقاعد أجمع الناس على تحويله لعيادته الخاصة لمشفى خيري عم نفعة أرجاء الولاية وحين يخرج إلى أي مكان كانت سيارته صيدلية متنقلة انقذت الأرواح في القرى والأدغال.

وفي تجربته على رأس بلدية كيفه تحدث الحاضرون عن إرسائه لدعائم ذلك المرفق وتدشينه لبرنامج طموح شمل كافة الميادين.

المتحدثون الذين ملأهم الأسى وجاءوا من مختلف أرجاء الوطن وهم يحاولون عد مآثر المرحوم خلصوا جميعا إلى أن الفصاحة تعجزهم وخصال الرجل تحاصرهم حتى يتمكنوا من سرد ما علموا فيه من خير.

قصص ووقائع وحكايات أوردها المتدخلون أبانت بأن الخفي من حياة الرجل يتجاوز بكثير ما علمه الناس وأن ما رشح من خير المرحوم علانية كان أقل بكثير مما أسره لليتامى والجياع والمرضى.

مات محمد مشيل في صيف عام 1996 لتشهد المقبرة المركزية بكيفه أكبر جنازة في تاريخ الولاية وبعد أكثر من ربع قرن على رحليه إلى دار الخلود يتدفق الآلاف لذكره في أعظم تأبين تراه الولاية أيضا.

تأبين في قاعة تحول إلى مهرجان حاشد جمع أهالي الولاية في لوحة متجانسة الألوان، وفي جو ملأته السكينة وغشيته المحبة وحول الجميع في لحظة استثنائية إلى جسم واحد لا تدابر ولا تحاسد ولا تنابز. عاش مشيل لغيره فكانت حياته طويلة تمتد حتى بعد مفارقته لوجه الأرض.

طيب ثراه وأسكنه الفردوس الأعلى.

إنا لله وإنا إليه راجعون


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2023-12-30 21:58:45
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article38524.html