أجواء الحملة في كيفه من الحزبية إلى القبلية ....!
وكالة كيفة للأنباء

أسوأ مشهد يمكن للمرء أن يراه في العملية الديمقراطية أن يستمع للمارقين المفسدين وهم ينظّرون في الديمقراطية ويعطون دروساً في نزاهة الانتخابات ، والأكثر سوءا أن تجدهم يراقبون الانتخابات ، وما هو أسوأ من ذلك كله أن يتدخل المال الانتخابي لشراء أصوات الناخبين وتزوير إرادة الشعب لحظة اختيار ممثليه .

فمنذ أن بدأ ت حملة المهزلة هاته لاتخلو أذناك من سماع دجاجيل المترشحين والفاعلين السياسيين ممن شابت رؤوسهم في الاستهتار بحقوق المواطنين والتمالئ على حقوقهم العامة ينصبون أنفسهم من جديد دعاة للمصلحة العامة دونما خجل , أليست هذه مدينة كيفه الجميلة ، أصبحت منبرا يتكسبون به على ظهور ساكنتها والتي لاتعرفهم ولا يعرفونها إلا في مثل هذه اللحظات التي يتسابقون فيها للمتاجرة بأصوات الناخبين في وقت تعاني فيه من أوحال الأوساخ ويعاني ساكنتها سوء أحوالهم في شتى المجالات ؟

من هنا أتحدى المنتخبين بهذه المدينة إن كانوا حقا كما يزعمون أصحاب كفاءات ولم يترشحوا إلا من أجل خدمة المواطنين أن يقدموا أنفسهم أمام جمهورهم في مناورة لتقديم برامجهم ويتفاخرون بالمكاسب التي سبق وأن قدموها لهذه الولاية وساكنتها، بعيدا عن الشحن القبلي الذي اعتمدوه منهجا للدعاية في حملتهم الانتخابية التي يأخذ عليها المآخذ التالية :

ـ أولها عدم إعلان الكثير من اللوائح المتنافسة عن برامجها الانتخابية بشكل رسمي وعلني أمام الرأي العام إلى حد الآن .

ـ ثانيها مناقشة البرامج الانتخابية لم تتركز بعد في ذهنية الفاعلين السياسيين .

ـ ثالثها الكثير من التوجهات الحزبية لم تراهن على البرامج المقدمة من طرف الفاعلين السياسيين في هذه الحملة الانتخابية بقدر ما تراهن على شخصنة الصراع القبلي .

ـ رابعها تسابق الناخبين على منح التزكية للأعيان ولأصحاب المال جعل الآليات التقليدية في الحملة الانتخابية مثل : استغلال علاقات القرابة والعشيرة و الوساطة و النفوذ تتقوى على حساب آليات التواصل الانتخابي مثل تنظيم المهرجانات والوقفات واللقاءات والمناورات وتوزيع المناشير والنزول إلى المرافق العمومية .

إلى جانب هذه الملاحظات ، هناك إفرازات أخرى هامة ميزت هذه الحملة الانتخابية , كغياب البعد التنافسي في البرامج الانتخابية لكونها لم تكن حملة انتخابية مدروسة على مستوى الكلمة ذات المرجعية السياسية والصورة المؤثرة ، لجهل أصحابها بأهمية التنافس في البرامج الحزبية باعتبارها جوهر الحدث الانتخابي لجعلها حملة تنافس وتصارع وتفاعل بين البرامج الانتخابية مما يضفي عليها الجاذبية والتشويق والتميز في طرح البرامج الانتخابية .

والأكيد أن غياب البعد الإستراتيجي في هذه المهزلة الانتخابية هو ما يغيب التنافس السياسي بين القيم والبرامج والمشاريع المجتمعية عند الأحزاب المتنافسة في هذه الانتخابات التي تقوم على تقديم عروض سياسية قاتمة بها يتقرب المرشحون من المصوتين لأجل الوصول إلى مكاسب نفعية .

لتبقى رهانات الأحزاب المشاركة في هذه المهزلة هي مجرد تشكيل فرق برلمانية مرتبطة بخدمة أهداف الدولة والأحزاب السياسية ، والفوز بالمقاعد الانتخابية والحصانة البرلمانية والحصول على مناصب في الدولة والاستفادة من الدعم المادي , وهذا ما تؤكده عملية تدبير النظام لهذه الانتخابات , وطبيعة برامج الأحزاب السياسية المشاركة فيها,وهل يمكن أن تكون هناك انتخابات حقيقية دون رهانات تنافسية شفافة وإستراتيجية ؟


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2013-11-13 06:52:32
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article4909.html