أحوال أهل موريتانيا في ظل نظام ولد عبد العزيز
وكالة كيفة للأنباء

في الأسبوع الماضي تعطلت سيارتي كعادتها فذهبت إلي ورشة (كراج) لإصلاحها وأثناء وجودي في الورشة، كنت استمع من حين لآخر إلي أحاديث أصحاب السيارات المتعطلة مثلي وغالبيتهم من سائقي سيارات الاجرة، فمن بين ما سمعت جواب أحدهم لآخر سأله عن حاله وعن أحوال الأهل، فأجابه بقوله: "أحوال أهل موريتانيا في ظل نظام ولد عبد العزيز من يريد معرفتها فلينظر الي حاله ويطبقه علي الآخرين"، فعلق علي السؤال والجواب سائق ثالث بقوله "نحن هاذو اشواعدين؟" إلي أين نحن ذاهبون؟.

فبعد ما كتب الله لسيارتي من إصلاح، ذهبت إلي المكاتب الرسمية، حيث تصادف مروري في أروقة احدي الوزارات مع مرور أحد الوزراء فوقف وسلم علي وسألنى بدون مقدمات وهو ممسك بيدي: "أنت كصحفي الحمد لله لك تجربة طويلة، إلي أين نحن ذاهبون؟، قالها بالحسانية "نحن هاذو اشواعدين؟"، فكان جوابي له حرفيا: "مادمتم انتم كوزير تطرحون هذا السؤال وقبل دقائق سمعت سائقين عاديين يطرحونه، معنا ذلك أن هناك مشكلة يجب البحث لها عن حلول قبل فوات الأوان، لم يرد علي معالي الوزير وذهب كل منا الي سبيله.

وبعد يوم كامل من أيام رب أسرة في نواكشوط، بدأ بتعطل سيارته وانتهي بمشاكل شركة الكهرباء "صوملك"و شركة الماء ومشاكل تمدرس الأبناء و...و...و...، وبينما أنا استعد للنوم، قفز إلي ذهني جواب السائق في الورشة (أكراج) لصاحبه والأسئلة المتطابقة لسائق سيارة أجرة ووزير، دون علم أي منهما بالآخر فأمعنت النظر في أحوالي لمقارنتها بأحوال الآخرين، فوجدتني:

ـ من الصحفيين الذين ينطبق عليهم وعلي سياراتهم وصف رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، لأحوالهم في فم لكليتة قبل أسابيع بالسيئة، فوددت إن أكون حاضرا لأذكره بأنه السبب في ذلك بحرمانه لهم من نيل حقوقهم المشروعة بكل الشرائع السماوية والوضعية في 60 بالمائة من رواتبهم منذ 2007 والتي كان فخامته قد اعترف لهم بحقهم فيها جهارا نهارا، بل أمر بدفع لهم متأخرات سنة كاملة منها 2008، قبل أن ينكص في التزاماته،

ـ وجدتني أنتمي لمجموعة، كانت إسهاماتها في التاريخ الموريتاني من باب المساهمة في التعريف بها في المحافل الدولية بأنها بلد "المليون شاعر"، تفاخر الأمم بذلك (مع أنني لست شاعرا ولا من رواة الشعر)، قبل ان يصرح ولد عبد العزيز قبل أسابيع علي أمواج قناة أجنبية واسعة الانتشار عالميا بان هذا التعريف مذمة لا مفخرة، بقوله إن الشعر ووصف موريتانيا بأنها بلد مليونه، كان سبب تخلفها، فتمنيت أن أكون بجانبه لأقول له إن من جهل الشيء عاداه وأن يتقي ألسنة الشعراء. ـ وجدتني، كنت قد تسلمت قبل ثلاثة أشهر بأمر من ولد عبد العزيز، عقوبة هي الاولي من نوعها طيلة 36 سنة من العمل، لا أدري ما ذا سيجنم عنها، بسبب ممارستي لحرية الصحافة، التي أعترف له هو شخصيا بفضلها وتمنيت أن أكون حاضرا لإصدار أمره بمعاقبتي لأقول له إنني إذا خيرت بين قطع رزقي وقطع لساني فسأختار قطع رزقي. وعندما أستعرض أحوالي في ظل حكم ولد عبد العزيز وجدتني قد تضررت مهنيا واجتماعيا وشخصيا وتمنيت أن لا يكون جواب السائق صحيحا لان ذلك معناه أن كافة الموريتانيين، قد تضرروا في عهده وهو ما زال في منتصف مأموريته الأولي ويقول المثل الحساني "ال ما انجبر فول الكصعه ما ينجبر فعكابه" ويكون السؤال عن: إلي اين نحن ذاهبون؟ واردا.

هذه القصة كنت قد نشرتها في صحفية تقدمي فجر هذا اليوم 08 مايو 2012 أي قبل سنتين وأعاد نشرها عدد من مؤسسات الاعلام، وبعد نشرها بيوم واحد تسلمت قرارا بالفصل عن العمل مدة ثمانية تاريخه 09 مايو 2012، توج بقرار فصلي نهائيا عن العمل مع منعي من جميع الحقوق بتاريخ 23 مايو 2012.

وهو القرار الذي ما زال ساري المفعول منذ سنتين رغم حكم المحكمة ببطلانه وقبل ذلك قرار مفتشية الشغل بعدم شرعيته.

فما ذا ستكون عليه أحوال أهل موريتانيا خلال السنوات الخمس القادمة، في ظل المأمورية الثانية لولد عبد العزيز؟؟ لطفك يارب.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2014-05-08 04:45:52
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article6638.html