افتتاحية : كيفه : تنتهي الانتخابات .. تنقضي الجمهورية !
وكالة كيفة للأنباء

وأخيرا أسدل الستار على أكثر الانتخابات جدلا في تاريخ موريتانيا ، ليس لأنها الأخيرة التي يشارك فيها الرئيس المنتهية ولايته دستوريا على الأقل ، أو لأنها محسومة النتائج ومعلومة سلفا ، أو لأنها لن تكون برأي البعض حرة و شفافة و نزيهة .

بل لأنها الأقل مصداقية أولا ، بعدما قاطعتها كل أحزاب المعارضة الراديكالية وأهم المركزيات النقابية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات المستقلة ؛

ولأنها ثانيا، وصلت إلى مستوى غير مسبوق من تردي الخطاب السياسي وانحداره ، في مهاو سحيقة من السوقية والابتذال والعنف اللفظي ، بعيدا عن الأفكار المقنعة والبرامج الهادفة ؛

ولأنها ثالثا، أعادت البلد إلى مرحلة ما قبل الدولة ، بعدما انحصر التنافس بين القبائل في معركة إثبات الذات من جهة والتأكيد على الطاعة والولاء لولي الأمر من جهة أخرى. وهو ما تجسد هنا في مدينة كيفة بشكل لافت ومقلق ، من خلال مقرات تلك الحملة وخيامها التي كانت بعدد قبائل المدينة ومجموعاتها.

وكانت بعثات ولد عبد العزيز ومدراء حملته بحتضنون هذه الفعاليات الهدامة ويتنقلون من مقر إلى مقر مباركين ما تصتك به مسامعهم من شعارات قبلية وخطابات عصبوية وكأن كل الوسائل لإنجاح مرشحهم مباحة ولو كانت على حساب كيان الوطن ومستقبله.

لقد قضى سكان مدينة كيفه 15 يوما وهم يغنون ويرقصون على جثة وطن تآمروا عليه فأردوه بعد أن خلنا يوما من الأيام ، أن يكون جمهورية تذوب فيها الفوارق وتندمج فيها الأعراق والقبائل. 15 يوما من الهدم كانت كافية لتدمير ما بنيناه خلال 60 عاما ولتنزوي كل قبيلة في جحرها وتوقظ كافة أبنائها.

لقد كان كارثيا حقا أن تشاهد للدكتور والمثقف اللامع والشاب المتخرج من الجامعة والإطار والسفير وهم يتغنون في مكبرات الصوت بأمجاد القلبيلة وتاريخها في التحام نادر مع "شيخها " وحجابها" وينسى هؤلاء أن المفاخر التي يصدحون بها تتناقض تماما مع قيم التزلف والكذب والجبن والنفاق التي يجاهرون بها ويلقنونها أبناءهم .

وإن الأمر ليتحول إلى مأساة وأن ترى أولئك الأطفال الأبرياء يتربون على هذا النهج الجاهلي المقيت .

يصبح ولد عبد العزيز رئيسا وليد الصراع القبلي والفيئوي ولكننا بالموازاة مع ذلك نسير سيرا حثيثا نحو إعلان فشل الدولة والعودة إلى مجتمع القرن السابع عشر.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2014-06-24 02:00:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article7127.html