لعصابه: مصالح الدولة باتت مأوى للعناكب والقطط !
وكالة كيفة للأنباء

تعيش المصالح الجهوية لولاية لعصابه منذ أكثر من خمس سنوات وضعا كارثيا حولها من قطاعات حيوية كانت قبلة للمواطنين لحل مشاكلهم والاستفادة من بعض الخدمات التي تقدمها إلى أوكار مهجورة خلد القائمون عليها للراحة بعيدا عند ذويهم ولم يعد ثمة من علامات الدولة غير علم رث لحق به هو أيضا الاضمحلال فغدا كئيبا يندب حظه العاثر و يحن إلى زمان كان فيه جديدا ومحترما وخفاقا.

لقد أنهكت هذه المصالح وحبس عنها التمويل وأوقف عنها كافة أنواع الدعم من تجهيزات ووسائل ومعدات إلى غير ذلك من الشروط اللازمة للعمل فافتقرت إلى كل شيء: لا سيارات ، لا حواسيب ، لا كراسي ، لا أوراق ولا حتى أقلام رصاص؛ لذلك ترى رؤساء هذه المصالح عند الوراقات الخاصة لتصوير ورقة أو طباعة أخرى أو إرسال فاكس أو إيميل.

وأما المواطنون فقد عزفوا عن هذه المرافق الموحشة ولم يعودوا يلونها أي اهتمام ولا يطمعون أن تسدي حاجة أو تضطلع بخدمة.

فهذا مكتب الوالي تمر عليه الأيام والليالي دون أن يقف ببابه شخص واحد إلا إذا كان يطلب جنسية أو لديه خصومة عقارية، ولأول مرة يعيش والي لعصابه فراغا قاتلا لا يقطعه غير تناول أطراف الحديث مع أحد الضباط العسكريين الذين يلجون مكتبه من حين لآخر أو استقبال وزير زائر أو عابر.

أما مصلحة التجهيز فمغلقة طيلة الوقت وصاحبها مطارد على الدوام من شارع إلى شارع ومن زقاق إلى آخر لا يكاد يفتح مكتبة نظرا لما جنا على التخطيط بالمدينة ولأسباب كثيرة جدا يعرفها سكان كيفه ، ومن المفارقة كونه متقاعد منذ سنتين !

أما إذا مررت بأبواب سونمكس فستلاحظ أن هذه المؤسسة التي ظلت كبيرة ورائعة وحيوية حتى في أحلك الظروف والمراحل التي مرت بها الدولة الموريتانية قد أوصدت أبوابها قبل ثلاث سنوات حتى الحارس غادر إلى أهله واسترخى على فراشه.

ثم زر مندوبية الثقافة والشباب فلن تجد أثرا لا للشباب ولا للشيب ولا للثقافة فقد أصبحت هذه المصلحة ذكرا من الماضي ولم يصبح لها من دور.

وليست منسقية تشغيل الشباب ببعيد فقد عملت سنة واحدة عند افتتاحها وبعد ذلك أصبحت أثرا بعد عين و من الصدإ لا يمكنك فتح أقفالها .

أما بالنسبة لمصلحتي التجارة والتوجيه الاسلامي فتؤجران منزلين كبيرين وسط المدينة وهما محل تندر وتهكم العامة نظرا لافتقارهما لأي شروط للقيام بالمهام المنوطة بهما فأضحتا مصلحتين منسيتين لا أحد يسأل عنهما.

وهنا لا يجب أن تفوت علينا مصلحة الشغل التي تؤجر ثلاثة بيوت في حي الجديدة ولديها مكتب يثبت أحد أطرافه على علبة "غولوريا" وعند كل مرة يحول لهذه المصلحة مسؤول؛ لا يتمكن من الصمود أمام الوضع المزري للمؤسسة فيغادر في الأسبوع الثاني وقد ضربت رقما قياسيا في تبادل المسؤولين.

هذه مصلحة المياه أيضا لم يعد لها من شغل غير تنفيذ تعليمات اليونسيف في شأن التحسيس بضرورة إقلاع السكان عن التبرز في العراء .!

أما قطاع التنمية الريفية بهذه الولاية فيعيش حالة من الانهيار غير مسبوقة وتغلق مفتشيات التنمية الريفية الخمس مكاتبها لما سلبت كل شيء ولم يعد لها من نشاط نظرا للتجفيف المتعمد للمصادر والوسائل التي تمكن أي مصلحة من المحافظة على الحد الأدنى من رمق الحياة !

مثلها مصالح البيئة التي تنعدم بها الوسائل ، والحرائق بالولاية حطمت الرقم القياسي في موريتانيا ، حيث زادت على الثلاثين !

وحدها المراكز الصحية تشهد إقبالا كبيرا من طرف المواطنين المرضى الذين يجدونها بها أطباء كسالى وخدمات غاية في السوء والترهل.

أما مركز القيد فيعيش كارثة حقيقية ، حيث يتكدس المواطنون عند بوابات هذا المركز في مشهد مثير للدهشة والشفقة وكأنهم خاررجون لتوهم من طوفان جارف او زلزال ماحق أو لاجئي حرب طاحنة، فقد رحلت أسر بكاملها من الريف إلى المركز وصارت الشوارع المحيطة به مكانا للنوم وطباخة الطعام وقضاء الحاجة وتجمع هؤلاء تحت اشعة الشمس ينتظرون دورهم الذي لن يأتي حيث يفتقد المركز للأجهزة والمعدات الكافية .

هناك أيضا مدارس يرتادها آلاف الطلاب الذين تكتظ بهم أقسام خربة يقوم عليها مدرسون جعلهم الإحباط والبؤس عديمي المردودية و عاجزين عن تقديم أي جديد لتلاميذهم ، وهيأة التأطير لا تتوفي على وسيلة نقل !

طبعا ستجدون حركة دؤوبة عند أبواب شركات الغاز والماء والكهرباء فطوابير المواطنين طويلة للتعويض عن فواتير خدمات سيئة جدا وغير مستحقة حيث ينقطع الماء عن نصف المدينة منذ 6 أشهر وتعبث الكهرباء بتجهيزات الزنباء بسبب الانقطاعات التي تحدث على مدار الساعة وضعف الجهد الكهربائي؟

وأما المشاريع والبرامج الدولية فقد رحلت جميعا عن الولاية ولم يبق غير "فينكر" الذي لا يتعامل مع غير العمد وهو الأمر الذي حول تدخلاته إلى سراب.

فماذا أصاب هذه المصالح اللصيقة بحياة المواطنين؟ و أين الدولة ؟ وكيف استطاعت هذه لمصالح القيام بدور هام جدا في خدمة المواطن في الماضي القريب وتنهار اليوم إلى هذه الدرجة؟

أينما تردده السلطات اليوم من نهضة شاملة تشهدها البلاد؟ وكيف يمكن إقناعنا بها ووضع مصالح الدولة في ولايتنا كما ترى؟

واليوم لم يبق غير تحديد اليوم الذي تشيع فيه هذه المصالح إلى مثواها الأخير بعد أن طالت مدة تحنيطها.

قد يقال كاتب هذا المقال معارض أو مغاضب أو كذاب أو متشائم ولكن يمكن لأي ناكر لما أوردناه في هذا الموضوع أن يزور هذه المصالح في ربع ساعة فقط وحينها سيكتشف أن وكالة كيفه للأنباء قد غضت البصر عن الكثير من عوراتها وتجاوزت الأعظم من عيوبها !


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2017-01-03 17:55:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article7587.html