لعصابه : الوجهاء يذلون ا"لدولة" بإرغامها على التراجع عن مدارس التجميع (صور)
وكالة كيفة للأنباء

في مطلع التسعينيات فرضت السلطات الموريتانية على القري المتجاورة الاتفاق على نقطة وسط بينها وقامت ببناء مدارس كبيرة فبرزت إلى الوجود مدارس مكتملة يسهر على العمل فيها مجموعة من المعلمين الذين يكمل بعضهم البعض وبهذه الخطة تم ترشيد موارد الدولة إذ تم تقليص الكفالات المدرسية وتم توفير مبالغ مالية كبيرة كانت تنفق على المدارس وطواقمها حين كانت متفرقة وبهذه السياسة التعليمية تم الحد من أضرار التقري الفوضوي وكان من نتائج ذلك أيضا أن صار التلميذ يشعر بأنه يدرس في المدرسة العمومية للدولة بدل مدرسة القبيلة حين كان يرتادها في القرية وفي ذلك درس مدني هام جدا.

وما إن أخذت القرى في التأقلم مع هذا الوضع الجديد وبدأت تكتشف نتائجه الإيجابية حتى قامت لوبيات الظلام بالعمل على إجهاض تلك السياسة البناءة وتدخل الوجهاء والسياسيون واستعادوا مدارسهم التي يعتبرونها جزء من قيمة القبيلة أو القرية وأحد مقومات "الذات والسيادة والكرامة" وانهارت تلك المدارس في أغلب التجمعات لتبقى تلك الأبنية مساكن للحمير والكلاب السائبة ولتظل شاهدة على هزيمة الدولة أمام ضغوطات المفسدين.

وكالة كيفه للأنباء زارت إحدى الأطلال الدارسة لواحد من أهم التجميعات التي أنشأت مع بداية التسعينات وهو تجميع أحسي البكاي الذي التحق به يومئذ تلاميذ قرى: قيله، البكاي، اهل محمد ولد اعمر ، بدر وبوملانه وهناك برزت إلى الوجود مدرسة مكتملة يدرس بها أكثر من 700 تلميذ وأتذكر أن هذه المدرسة لأهميتها و حيويتها تمكنت من تبوئ الرتبة الثالثة في الإنعاش التربوي بين 18 مدرسة شاركت في التظاهرة عام 1995 وما إن مرت سبع سنين على هذه المدرسة حتى تمكنت كل قرية من ترسيم مدرسة من قسم أو قسمين وقامت بترحيل أطفالها في مشهد يعبر بشكل سافر عن عجز الدولة وخصوعها لضغط النافذين.

وكان آخر من صمد في هذه المدرسة الكبيرة هم تلاميذة قرية أحسي البكاي الذين وجد أهاليهم أخيرا أن لا إمكانية للإستمرار في هذا الوضع فسحبوا أطفالهم إلى عريش تافه في قريتهم لتبقى تلك الحجرات التي شيدت بمال الشعب قفرا يبابا وهاهي تتداعى تباعا بعد أن أصبحت وكرا موحشا تستوطنه الأفاعي.

إن الناظر في هذه الصور لا بد أن يصاب بالصدمة وتتحرك في وجدانه الكثير من الأسئلة والانطباعات .

لقد أضحت هذه المنشآت عنوانا على فشل الدولة وعلامة بارزة على ممارستها للإهدار الرسمي لمقدرات الشعب وانهيار هيبتها إلى الأبد!


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2015-03-09 05:57:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article8173.html