افتتاحية: سيدي الرئيس هذه ليست ولاية لعصابه !
وكالة كيفة للأنباء

  • ينتظر في ال 20 من الشهر الجاري قيام رئيس الجمهورية بزيارة عمل وتفقد لأحوال المواطنين بولاية لعصابه حسب ما هو معلن وستشمل الزيارة عواصم المقاطعات الخمس بالإضافة إلى مركزي هامد ولعويسي.
  • وفي الجانب العملي للزيارة سيقف الرئيس على الطرق قيد الإنجاز ويقوم بوضع حجر الأساس لبعض المشاريع مثل إعدادية هامد، و إن كان ذلك لا يسمو في العادة إلى حيز اهتمامات الرؤساء الذين يعنون في العادة بالمشاريع الكبرى ذات الأهمية الاستراتجية في التنمية تاركين مادون ذلك لباقي المسؤولين من وزراء ومدراء فإنه يمكن لنظام مسكون برفع سقف الداعية بكل وسيلة مهما كانت تافهة أن يستغل تلك الأشياء دون أن يثير ذلك من التهكم ما يخرج عن حدود الصبر.
  • وفي هذا الإطار فإن الذي يهمنا هو الجانب المتعلق بالتفقد وهي المسألة الحيوية في هذه الزيارة التي تكتسي أهمية قصوى عند المواطنين الذين يواجهون في حياتهم اليومية أزمات عميقة ومشاكل متعددة الأوجه في كل شبر من أرض هذه الولاية.
  • إن المثير للسخرية حقا هو وضع برنامج معلن للزيارات الميدانية و تحديد النقاط التي ستشملها وقد اقتصرت أساسا في كل مدينة مزورة على مركزها الصحي وإحدى مدارسها وهو الأمر الذي لن يستطيع رئيس الجمهورية اكتشاف الخلل بواسطته ، حيث يشرف الوزيران المعنيان وبشكل مباشر على إخراج صورة نموذجية لتلك المرافق إذ تم الدفع بكافة المعدات والتجهيزات الضرورية وتم طلاء المباني وأزيلت خيوط العنكبوت وفضلات الحيوانات السائبة وظهرت هذه الأمكنة في ثوب قشيب كأنما هي مرافق في اسويسرا أو النرويج.
  • وهنا لا يساورني شك أن الرئيس ليس ضحية تضليل في هذه العملية، إذ يدرك تمام الإدراك أن الوضع هو عكس ما يعرض أمامه من مسرحيات إنما يريد فقط أن لا يشاهد أمام الرأي العام غير ما يرضيه ولو لم يكن شريكا في عملية "المونتاج" هذه لقام بزيارة تلك المرافق دون سابق علم ولما يتح الفرصة لتغيير واقعها وإخراج صورتها على ذلك الشكل المفبرك.
  • أما ما يتعلق باجتماع الأطر فإنه ليس إلا حلقة أخرى من تجاوز الواقع المر الذي يعيشه سكان لعصابه هذه الأيام إذ أن سدنة المخزن والحزب الحاكم لم يكونوا يوما رسل حقيقة ومكاشفة ولا رجالا مخلصين مدافعين عن الجماهير ومنحازين لمصالحها ولن يسمعوا الحاكم الذين يخافونه ويطمعون فيه غير ما يزيد غروره ويبعده عن معايشة حقيقة التردي والآلام التي يئن تحتها الناس.
  • ولن تكون لائحة من رؤساء القبائل وفلول الجمهوري والهياكل وحزب الشعب أختارها الوالي بأعلى درجات الزبونية أحسن وسيلة لتفقد شؤون الرعية بولاية لعصابه إذ سيطرحون مطالب ضيقة وبائسة ومتزلفة إلى أبعد الحدود
  • سيدي الرئيس ليست هذه ولاية لعصابه ولن يكون ذلك الأسلوب هو الطريقة لاكتشاف حجم المعاناة وحقيقة الواقع المزري الذي يعيشه أهلنا. !
  • سيدي الرئيس ولاية لعصابه هي مدارس: العنكار وصونادير والمدرسة5 و العجله و تاهميره بالله عليك زرها. !
  • ولاية لعصابه هي جوع وعطش ومرض النساء والأطفال في أحياء قريبة جدا : في القديمة ، أنتو ، التمشيه، ميساح، دبي وغيرها. !
  • ولاية لعصابه: هي حرمان "أكسر آرويجي " وأكسر موسى و "حرج الشمس" وبؤس قرى تبل و لخرابشه و "آدوابه" باركيول وبومديد؟ !
  • ولاية لعصابه : هي بساتين واد الروظه وأم اشكاك وكفيره والسلطانيه التي تسقيها العجائز بشق الأنفس دون أن تقدم دولتك حبة بذور واحدة أو سلك من السياج أو درهم واحد للدعم والإسناد !
  • ولاية لعصابه هي النقطة الصحية بآمرجل أو فنتل أوتكلوزه التي تفتقر إلى كل شيء بما فيه قطع القطن وأقراص "كنين" !
  • ولاية لعصابه هي آلاف المنمين المتزاحمين اليوم في بقعة ضيقة بمقاطعة كنكوصه وعيونهم شاخصة إلى السماء متضرعين إلى الله لينقذ مواشيهم من جفاف مقلق لم تساعدهم دولتك على تجازوه.
  • سيدي الرئيس ولاية لعصابه هي :
  • مدن وقرى بأكملها تكاد تلفظ انفاسها من العطش وحقول لم تنبت حبة زرع واحدة في موسم صعب وحيوانات مهددة بالنفوق لشح المراعي وأجيال كاملة تندب حظها العاثر في التعليم والصحة والتشغيل والعيش الكريم.
  • ولاية لعصابه باقتصارسيدي الرئيس؛
  • هي امرأة فقيرة من قرية تناها تسمى ليطه بنت معط دفعها المخاض خلال الشهر الماضي إلى عربة حمار وفي طريقها إلى أقرب مركز صحي بمالي وضعت جنينها بعد أن طردها تأخر الرعاية الصحة في بلادها.

  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2015-04-17 07:56:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article9845.html