كيفه: بمناسبة رحيل آمدو سوماري AKI تعيد نشر "بورتريه" عن المرحوم
وكالة كيفة للأنباء

قبل سنتين من الآن أعدت وكالة كيفه للأنباء "بورتريه"عن السيد آمدو سوماري واليوم نعيد نشر ذلك النص بمناسبة رحيل هذا الرجل المتنوع المواهب والمهارات:

كيفه : إمام وعازف وسياسي وحفار قبور !!

إسمه آمدو ولد يحظيه ولد جابي سومارى، ولد يوم الإثنين ال 28 نوفمبرسنة 1960 في "لكصر " بانواكشوط ، وانخرط في العمل الشبابي مبكرا فأسس مع زملائه ناد للعمل الثقافي والرياضي ، ولما كانوا بحاجة إلى من يعزف لهم أغانيهم ورقصاتهم التوعوية بادر سوماري إلى انتقاء "جتار" وسرعان ما تمكن من تطويع أوتاره .

في سنة 1973 انخرط سوماري وهو في ريعان شبابه في الحركة الوطنية الديمقراطية(MND) ونادى بقيم الوحدة الوطنية والمساواة والعدالة وطورد في عدة مناسبات من طرف الأمن الموريتاني فكان يختفي ولا يعود للظهور حتى تنتهي المتابعات.

في عام 1985 قدم سوماري إلى مدينة كيفه لإنعاش مسرح هناك فطاب له المقام بهذه المدينة واستقر بها ، وفي سنة 1986 قام المغفور له ميشل فرجس عمدة المدينة بتوليته لتأطير الشباب ،فأسس مع رفيق دربه أحمدو انجاي نادي ضواء" الذي أحيى ليالي مدينة كيفه بالمسرح الهادف والملتزم لقضايا المجتمع ، ونظم مئات الأنشطة الثقافية والرياضية، ومثل هذا النادي ولاية لعصابه في العديد من التظاهرات الوطنية ، وجاب كافة مناطق الولاية على وقع "جتار " سوماري لنشر الوعي المدني ومعالجة العقليات المعيقة وكان سوماري هو أول من يعزف لأغاني تدعو للوقاية من مرض السيدا حين كان الكلام فيه من الممنوعات. قاد سماري فرقة موسيقية وأنعش حفلات الزفاف بهذه المدينة ،وكذلك الحملات الانتخابية التي كان لا يعزف فيها لغير مرشحه.

وتطوع "بكتاره" لشباب مدينة كيفه ولنقابات العمال وللتظاهرات ذات الطابع العام. يتمسك سوماري بفرقته الموسيقية و بجتاره" ويحافظ بشكل مطلق على أداء صلواته الخمس في مسجد "قبا" بحي القديمة ، ويصلي في أقرب مسجد عندما يكون خارج منزله، ولما علُق قلب هذا المؤمن بالمساجد دفع الله بهيئة كويتية فبنت مسجدا على تماس مع منزله في قطعة أرضية تبرع بها خاله، فصار سوماري هو المؤذن والإمام الثالث.

منذ وصوله إلى مدينة كيفه واظب صاحبنا على المشي في كل جنازة فكان حفارا ماهرا للقبور ، خبيرا في تغسيل الموتى ؛ولكي لا يفوته أجر قام بتثبيت رقم هاتفه على بيت الغسل بمقبرة كيفه، فكان ينهض مسرعا حين يرن هاتفه إلى تلك المقبرة في البرد القارس وفي الزمهرير. مع كل هذه الاهتمامات والوظائف ظل الرجل مناضلا وفيا وملتزما لمبادئ وأفكار " الكادحين" ومن بعدهم لحزبه اتحاد قوى التقدم الذي يشغل اليوم منصب رئيس قسمه بمقاطعة كيفه، وهو محل تقدير وإجلال من طرف رفاقه في الحزب.

جيران سوماري يحبونه حبا منقطعا فهو خادما لهم ، مراقبا لحالهم و معينا ، وينفق الرجل كل درهم وقع بيده على الضيوف والمرضى، و يهب لمساعدة أي مواطن نزل به مكروه أو حلت به ضائقة.

شكل سوماري عدة نوادي وفرق فهناك نادي الثقافة والمسرح والتوعية، وهناك فرقة للمديح النبوي ،وثالثة للعمل التطوعي عند الكوارث والطوارئ. سوماري متزوج و أب لعدد من الأبناء، أكبرهم الشاب "الداه" الذي أخذ العزف على والده، وهو الآن يخطو على خطواته، متمثلا بكل القيم والمزايا التي تطبع حياة والده. لا يغني سوماري بكلمة واحدة، وإنما يلاعب أوتار "الكتار" في صمت عند حفلاته وتظاهراته عله يدخر حنجرته لرفع "أشهد أن لا إله إلا الله" من مآذن كيفه التي خبرته جيدا!! . يتطوع هذا الرجل المعجزة بإصلاح مكبرات صوت كافة مساجد كيفه، وقد امتلك موهبة في ذلك ، فإذا أخبر بتعطل مكبر صوت مسجد في سقطار أو النزاهه أو أي مكان بالمدينة انطلق إليه بسيارته وأصلحه.

إنها شخصية مدهشة حقا!! ولدت يوم الاستقلال عن المستعمر،و جمعت كافة علامات الإنسان ،فكانت جديرة بالدراسة والاهتمام . شخصية ملتزمة لقضايا مجتمعها ،واهتمامات جماهيرها، تعمل لدنياها بثقة وأمل ولآخرتها كأنها تموت غدا هو سماري الغني عن التعريف بمدينة كيفه: الإمام والعازف والسياسي وحفار القبور!!!


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2016-03-16 05:52:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article9882.html