أكاديمي: زعماء القبائل يركبون موجة الحراك الاجتماعي العفوي لاستقبال الرئيس
وكالة كيفة للأنباء

في إطار الاستماع إلى بعض الآراء حول زيارة رئيس الجمهورية وجهت وكالة كيفه للأنباء السؤال التالي للدكتور محمدو ولد لمرابط نائب رئيس الجامعة الإسلامية بلعيون:

تحتل القبائل اليوم المشهد في زيارة رئيس الجمهورية وتعود الولاية إلى عهد "الحصرات" في أيام المستعمر وتختفي كل مظاهر العناوين الحزبية المتمدنة، ألا تعتبرون ذلك ضربا لقيم الجمهورية في الصميم وأسلوبا خطيرا على مستقبل البلاد؟

وقد أجاب الدكتور :

"ولاية لعصابة بصفة عامة ومدينة كيفة بصفة خاصة، تجاوزت عهد"الحصرات"، إنما نلاحظ الآن في مدينة كيفة من تحركات هنا وهناك من طرف بعض من يعتبرون أنفسهم زعماء قبائل، فإنه لا يعدو كونه استغلال من طرف هؤلاء للحراك الاجتماعي الذي يتجاوب عفويا مع قدوم فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز.

إن من يحاولون تسويق البعد القبلي في الحراك الاجتماعي بمدينة كيفة بالذات، إنما يعيشون ذلك في مخيلاتهم ويتسابقون وراء الوهم والسراب، لسبب بسيط هو أن البنية القبلية للمجتمع الموريتاني بدأت تتلاشى وخاصة في المدن التالية: نواكشوط ونواذيبو وروصو وكيفة، وهي مدن تشهد نموا مطردا لطبقة سياسية جديدة لا تعترف بالحواجز القبلية ولا الفوارق الطبقية وتؤمن بإيديولوجيا الدولة وببرنامج الرئيس محمد ولد عبد العزيز.

وبما أنكم تطرحون الآن، الإشكال حول مدينة كيفة، فإن المجتمع فيها دخل في قوالب ثابتة يقل التمايز فيها بين الشرائح أو القبائل، لأن الخصوصيات القبلية والفوارق بدأت تتلاشى وبالتالي فإن الشخصية التقليدية للمجتمع التي لازال يلعب على وترها من أسميهم "أحفاد زعامات ومشيخات قبلية" قد ذابت لتعاود الظهور ممتلكة ملامح شبيهة بسواها، وهو أمر طبيعي لأن الانتقال إلى حياة المدينة والحضارة والسير في ركبها يلغيان كثيرا من السمات والخصوصيات الثقافية والاجتماعية والعرقية للشعوب المنخرطة في السياق الحضاري الواحد، والشعوب تجمعهم أمكنتهم الحضارية بقدرما تفرقهم أزمنتهم الثقافية."


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2015-04-19 09:50:26
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article9940.html