تأتون إلى ولاية لعصابه مرحبا بكم في ظرف قاس إلى أبعد الحدود. العطش يتفاقم والكهرباء توزع بالتقسيط.، الخدمات في كافة الميادين في ترد خطير، وترثون انفصاما كبير بين الإدارة والسلطة المحلية خلال سنتين من الإهمال وغياب إدارة لامعة تعسى لخدمة المواطن وتتحلى بالمسؤولية.
لا نتوقع أن تزول هذه المشاكل حين تلجون مكتبكم بالولاية لأنها من تراكمات شديدة ورواسب متكلسة تفوق ما بوسعكم، غير أن تحليكم ببعض المسلكيات وتمسكم ببعض الممارسات والقيم يزرع الأمل لدى المواطنين ويبقيكم عند حسن ظن العامة ويجعلكم تنسجمون مع ما يعلن من إصلاحات وقطيعة مع سلبيات الماضي.
عليك أيها الوالي أن ترد الذبائح والهدايا التي ستنهال عليك في أيامك الأولى إلى أصحابها.
عليك أن تجعل مكتب الولاية مرفقا عموميا لتناول القضايا العامة وشؤون الناس ،وليس مجلس شاي، مفتوح لرئيس القبيلة والتاجر والسمسار والمهرج والخاضعات بالقول.
عليك أن تقف دون أن يتحول سكنك إلى حلقات للسمر الليلي يجمع الأصدقاء الجدد في المدينة، فإذا تفرقوا أوهموا الناس في الصباح أن الوالي تحت قبضتهم وأنه يداعب هذا ويمزح مع ذاك.
يجب أن تتحرك داخل الولاية لتتعرف على مشاكل السكان عن قرب ، ومن هم أبعد وأكثر عزلة هم الأكثر احتياجا إليك فالولاية لا تعني أربعة جدران.
تفاعل بسرعة مع ما يطرحه المواطنون من قضايا فلا تتردد في حل ما يدخل في صلاحياتك منها ، ثم تابع مع الجهات العليا هموم الناس وأصدق المواطنين المواعيد والآجال.
لا تحرق شخصك بتبرير أكاذيب الآخرين ،وبرء نفسك من كل فشل وإهمال لست شريكا فيه.
تحل بأعلى درجات المسؤولية وتصرف بليونة الصارم واعمل من أجل أن يفهم الناس أننا نعيش في دولة.
احذر من الصديقات والأصدقاء المحليين فأنت لست شخصا عاديا إنك رئيس الجمهورية في الولاية.
ابد الحماس والسعادة وأنت ترى الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، واستشط غضبا وأن تقف على الأخطاء والإهمال وإهدار الحقوق.
لا تشغل نفسك في التغني بمنجزات الحكومة والرئيس فالشعب ليس غبيا ولا تحاول أن تقلب الجحيم إلى جنات.
احذر من أن تتبع أساليب قديمة هدامة ،كاذبة وخاطئة تصف أحوال الناس وكأنها على ما يرام ولا تريد أن تسمع غير عبارات التفاؤل والكأس الممتلئ.واجتهد في أن يستفيد جميع السكان مما هو متاح.
عليك أن تولي الاهتمام اللازم لهموم شعبك وأن تكون مصغيا جيدا وعادلا بين الناس.
ألزم مكتبك ووزع الصدق والاحترام واللباقة على زوارك ولا تتردد في الخروج منه إلى أي مكان في العالم خدمة لمهمتك وولايتك.
تحل بالرجولة أمام تيارات تعمل جاهدة أن تكون الكلمة الفصل للقبيلة ورجالتها وتستميت في إطالة سكرات الإقطاعية والعبودية والظلم العقاري.
تعفف عن ما في أيدي معاونيك من رؤساء المصالح ،وكن غنيا عما يسعى الوجهاء والأطر والمنتخبون إلحاقه بعرضك وسمعتك. تحرر من الحزبية وافتح صدرك للجميع واعمل بروح مدنية مع عموم الشعب.
حاول أن تخلق وتبادر وتنفع السكان، دافع عن مصالحهم واسع في حل مشاكلهم ولا تقبل أن تكون أداة بيد رؤسائك تنفذ أوامرهم. إنك رئيس الجمهورية في هذه الدائرة لا تقبل تحت أي ظرف أن تفشل.
وكالة كيفه للأنباء