بادئ ذي بدء، أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى أصحاب المعالي الوزراء، وأصحاب السعادة السفراء، والسادة المنتخبين، والشركاء وجميع الحاضرين، لا سيما الذين تكبدوا عناء السفر من داخل البلاد وخارجها، تأكيدًا لالتزامهم الراسخ باستعادة النظم البيئية، ومكافحة التصحر، والتغيرات المناخية فيأطار مبادرة السور الأخضر الكبير في إفريقيا.
تنظم أيام السور الأخضر هذه تحت شعار “معًا لتسريع تنفيذ مبادرة السور الأخضر الكبير”، وذلك تجسيدًا للجهود الوطنية الهادفة إلى حماية البيئة واستعادة الأراضي المتدهورة، وفقًا للتوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي جعل من برنامج السور الأخضر الكبير أولوية وطنية.
لقد حرص فخامته على مواكبة هذه المبادرة وحشد الدعم لها في مختلف القمم والمناسبات الدولية المعنية بالمناخ.
وقد تُرجمت هذه الإرادة السياسية القوية على المستوي الوطني بتخصيص موارد هامةللوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير في إطار برنامج الأولويات الموسع، مما أثمر عن إنجازات ملموسة أسهمت في تسريع وتيرة التنفيذ.
كما تعكس هذه الأيام ايضا ديناميكية العمل الحكومي الرامية إلى تسريع تنفيذ المشاريع الكبرى، وفقًا لبرنامج الحكومة بقيادة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد اجاي.
ضيوفنا الكرام،
ومن أبرز الأنشطة المبرمجة خلال هذه الأيام:
إطلاق مشروع دعم السور الأخضر الكبير، الممول من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) والدولة الموريتانية، لدعم جهود مكافحة التصحر وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة في ولايات الحوضين، لعصابة، ولبراكنة.
إطلاق مشروع الإدارة المتكاملة للمناطق الرطبة، بتمويل من صندوق البيئة العالمي (GEF)، وبمتابعةالاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (UICN)، بهدف استعادة التوازن البيئي وتحسين سبل العيش في مال، جلوار، وكاراكورو.
إطلاق ورشة صياغة مشروع تعزيز قدرة المجتمعات المحلية على التكيف مع التغيرات المناخية، بتمويل من صندوق البيئة العالمي (GEF)، وبمتابعة من برنامج الأمم المتحدة للبيئة (PNUE)، حيث سيركز هذا المشروع على حماية المناطق الهشة ودعم صمود السكان في ولايات الحوضين، لعصابة، تكانت، لبراكنة.
إطلاق ورشة فنية لتبادل المعارف ودعم القدرات في مجال استعادة الأراضي المتدهورة، وهو برنامج يشمل جميع دول السور الأخضر الكبير، بتمويل من الاتحاد الأوروبي وتنفيذ CIFOR-ICRAF.
التحضير لإطلاق مشروع استدامة النظم الزراعية والرعوية وإدارة الموارد المائيةSURAGGWA، وهو مبادرة من منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، بتمويل من صندوق المناخ الأخضر (GCF)، ويهدف إلى تعزيز الزراعة المستدامة ودعم صمود المجتمعات الزراعية والرعوية، خاصة في ولايات تكانت، الحوض الغربي، واترارزة.
إطلاق ورشة المنصة الخضراء لنساء السور الأخضر الكبير، بتمويل من برنامج الغذاء العالمي (PAM)، عبر الوكالة الإفريقية للسور الأخضر الكبير، لتعزيز دور المرأة في حماية البيئة واستعادة الأراضي المتدهورة في الولايات الست المستهدفة بتدخل الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير.
كما ستتضمن هذه الأيام جلسات نقاش معمقة حول آليات تسريع تنفيذ هذه المشاريع، من خلال استخلاص الدروس من عقدٍ من العمل الميداني للوكالة، ووضع أسس صحيحة لتعبئة الموارد المالية وإشراك مختلف الفاعلين عبر التحالف الوطني للسور الأخضر الكبير.
السيدات والسادة،
وفي هذا السياق، نتوجه بجزيل الشكر والامتنان إلى جميع شركائنا الفنيين والماليين، الذين ساهموا في تنظيم هذه الفعالية ودعم مبادرة السور الأخضر الكبير، ومن بينهم على الخصوص:
الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، صندوق البيئة العالمي (GEF)، صندوق المناخ الأخضر (GCF)، برنامج الأمم المتحدة للبيئة (PNUE)، برنامج الأمم المتحدة للتنمية (PNUD)، الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (UICN)، برنامج الغذاء العالمي (PAM)، الاتحاد الأوروبي، منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (FIDA)، CIFOR-ICRAF، الأكاديمية الصينية للعلوم، وشركة Sinoway Forest Technology. إن التزامهم الراسخ ودعمهم المستمر يشكلان دعامة أساسية لنجاح هذه المبادرة الطموحة.
ضيوفنا الأعزاء،
إننا اليوم أمام مرحلة جديدة في مسيرة الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير، تهدف إلى تسريع وتيرة التنفيذ وتعزيز التعاون، مستفيدةً من الثقة المتزايدة التي تحظى بها الوكالة لدى شركائها الدوليين. هذه المرحلة المفصلية تتطلب تكثيف الجهود وتوسيع نطاق الشراكات لضمان تحقيق أهداف المبادرة.
وفي هذا السياق، ندعو جميع الفاعلين الوطنيين والدوليين، والمؤسسات البحثية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص إلى دعم هذه الجهود والانخراط في مسيرة السور الأخضر الكبير من خلال المساهمة في المشاريع، ونقل التكنولوجيا، وتعزيز الاستثمارات المستدامة، بما يحقق أثراً إيجابياً على البيئة والتنمية المجتمعية.
إننا نتطلع إلى أن تكون هذه الأيام منطلقًا لتعزيز التنسيق والتعاون، وإلى أن تسهم في وضع أسس صلبة لمستقبل أكثر استدامة، في ظل جو الأمن والاستقرار الذي تنعم به بلادنا، بفضل رؤية قيادتنا الحكيمة.
أجدد الترحيب بكم جميعًا، وأعبر عن ثقتي بأن هذه المشاركة الفاعلة ستكون خطوة إضافية نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية المنشودة للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير.
أشكركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


