استبشر سكان بلدية لفطح خيرا، وهم يرقبون أعمدة الكهرباء تُثبَّتُ العمود تلو الآخر في عاصمة بلديتهم، وفي القرى التابعة لها، كيف لا وهم موعودون-بأمر  من أعلى هرم في السلطة- أن يستويَ ليلهم بنهارهم ضياءً بعد تثبيت الأعمدة بأيام قليلة.
ففي شهر أكتوبر 2022م زار المدير العام المساعد للشركة الموريتانية للكهرباء-المغفور له بإذن الله- محمد ولد عبد الله قرية لفطح عاصمة البلدية وقال للساكنة ما يلي:"لقد سافرت من نواكشوط صباح اليوم بأمر من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ محمد أحمد وأمرني أن لا أعود حتى تزويد  بلدتيْ لفطح واحسي الطين بالكهرباء إن أمكنني ذلك، وإلا فعلى الأقل يعدكم أن يتم ذلك في أيام معدودات".

ولكن تلك الأيام المنتظرةَ بتلهف شديد استحالت شهورا والشهورَ استحالت أعواما، ولا يزال الترقب والانتظار يطاولان أعمدة بلدية لفطح و أختَها بلدية احسي الطين كذلك.

لا ينكر الساكنة أن تثبيت الأعمدة كان خطوة في الاتجاه الصحيح ولبنةً يمكن البناء عليها، ولكنهم مع ذلك لا يجدون مبررا لتأخير الإنارة إلى هذه الفترة الطويلة خصوصا أن بلدية"بومديد" عاصمة المقاطعة تم تزويدها بالكهرباء منذ سنوات، فكان من المناسب أن تليها البلديتان المتبقيتان"لفطح" و"احسي الطين" وهو ما لم يحدث إلى وقت كتابة هذه السطور.
إن ساكنة لفطح والقرى التابعة لها يذكرون  السلطات العليا للبلد أنهم لا يزالون في انتظار تحقيق ذلك الوعد الهام، ويلفتون انتباهها إلى الحاجة الماسة إلى تفعيل هذا المشروع الحيوي وتجسيده واقعا مَعيشا وذلك لما للكهرباء في زماننا هذا من دور و أهمية ليس في إنارة المدن فحسب بل في تشغيل الأجهزة الكهربائية الضرورية للحياة اليومية كالثلاجات وآلات الغسيل، وشحن الأجهزة الخلوية والحواسيب والتدفئة والتبريد وغيرها، وهي مسائل ضرورية تعمل على  تسهيل الحياة بشكل ملحوظ ودون عناء أو  مشقة، وتساهم بشكل كبير في الحد من هجرة سكان الريف إلى المدن بحثا عن متطلبات الحياة ومستلزماتها.
ورغم مضي أكثر من عامين على وضع الأعمدة دون إنارة لا يزال سكان البلدية والقرى التابعة لها يعيشون على رغيف الأمل متوقعين أن تضيء الأعمدة في أي وقت، ليتحقق بذلك عهد قطعته السلطات العليا للبلد على نفسها منذ زمن.

عبد الرحمن الحنفي لوكالة كيفه للأنباء