حين قرر رئيس الجمهورية تدشين الحي السكني للتآزر في ال 11 من الشهر الماضي تم تجهيز منزلين بعناية كبيرة من حيث الصباغة الجيدة وأبواب الخشب الأحمر والتأثيث بالأرائك والسجاد ونَصْبِ تلفاز كبير ومعدات منزليه مبهرة حقا للفقراء.
المستغرب في هذا الأمر أنه من عشرات الوحدات السكنية لم يجهز غير أثنين فقط سيمر بهما الوفد الرئاسي.
المشرفون على "المشهد المسرحي" لم يكتفوا بتحويل منزل الفقير إلى تحفة فنية بل قاموا أيضا بغرس الشجر عند أبواب هذه المنازل وقد بدأ ييبس لحظات بعد مغادرة رئيس الجمهورية.
مراسل لوكالة كيفه للأنباء التقط يوم ال 16 من نفس الشهر صورا من هذه الشجر الذي ذبل ، وبدت أغصان الموز المدفوع به على عجل تتحول عيدانا يابسة، وحين أراد الدخول للتصوير من داخل منازل التدشين ليتأكد من أن كل شيء في مكانه تعلل العمال بوجود المفاتيح عند شخص غائب.
فهل تُبْنى الدول بهذه الطرق الهزلية ؟ وكيف ملك الدائرون حول رئيس الجمهورية الشجاعة حتى يمرروا مثل هذه الأشياء؟
وكيف لأغصان الموز أن تنبت في قيعة حي التآزر في صيف مدينة كيفه وهي التي أعيت رعايتها كافة المزارعين بولاية لعصابه في ظروف أكثر ملاءمة.
قصة الموز هذه كافية وحدها لمسح الطاولة وقلبها على هؤلاء الناس.