انصبت جهود السلطات الإدارية بولاية لعصابه خلال الأسبوعين الماضيين على شؤون زيارة رئيس الجمهورية لمركز هامد وبلغ ذلك ذروته خلال الأيام الثلاثة الأخيرة حيث سافر كافة رؤساء المصالح والموظفين الحكوميين إلى ذلك المكان.
أغلقت جميع المكاتب وتحولت مدن الولاية إلى وكر أشباح لا حياة فيه فقد رحل المسؤولون عن شؤون الناس لا يلوون على شيء.
المفارقة العجيبة في هذا الموضوع أنه من المفترض أن تكون زيارة رئيس الجمهورية لأي مكان مناسبة للجد ومضاعفة الجهود والاجتهاد في خدمة المواطنين وتقديم المثل الأحسن في التعاطي مع الشأن العام حيث يحل الرئيس، وعلى العكس يتحول زمان هذه الزيارة إلى فترة من الإهمال والتسيب فلا يبالي أي أحد بغير هذه الزيارة وهو معذور في ذلك.
اليوم يقرر والي لعصابه استئناف الزيارات داخل البلديات الريفية ويتوجه إلى لكران بعد أن كان ضياع الهم العام خلال الأسابيع الماضية يقتضي مكوثه في المكتب عدة أيام لإعادة الوضع على ما كان عليه قبل أيام الزيارة وتفقد أحوال المواطنين بعد ذلك الانشغال.
كثيرون لا يجدون أصلا معنى لهذه الزيارات المتكررة للولاة على تعاقبهم إلا في حالة ضياع إرشيف الولاية أو عدم وجود حكام ومنتخبين يرفعون بشكل دائم مشاكل المواطنين لسيادة الوالي؛ وهو ما يغنيه عن هذه الأسفار و يوفر للإدارة الوقت والمال والجهد ويريح السكان من زيارات أتعبتهم منذ عقود ولم تجلب لهم نفعا.